كان يبدو العالم لسيوران منافقا ومهنيا فوق اللزوم وقد عبر عن ذلك بمرارة شديدة أحيانا وبروح مرحة خفيفة في أغلب الأحيان. كان كأنه يريد الهروب من نوعه. "يقولون: إنه ليس من هذا العالم"، "وتلك هي الطريقة الوحيدة التي تؤثر فيّ حينما يُتحدث بها عني". ينتمي إلى عائلة هؤلاء الذين يشعرون بالغربة في كل مكان، إلى عائلة المتغربين في الوجود، ابتعد عن المظاهر واقترب من أناه، تذوّق متعة عدم الفعل واجتناب المشاركة في حركة الجنون الجماعي، عاف من الحياة مظاهرها.. ذلك ربما كان أحسن دروسه التي ترك.. "دون أن يكون فيلسوفا محترفا أو شاعرا، كان يفكر بشاعرية"، تقول حنا آرنت عن ولتر بن يامين، وتلك حال سيوران أيضا.
source https://qrtopa.com/book/15173
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق