الجمعة، 27 مارس 2020
مشاغب وأنيق
في القراءة الأولية لديوان الشاعرة الكويتية سعدية مفرّح الجديد «مُشاغِبٌ وَأَنيقٌ» لا بد لمتلقي النص من الوقوف على صورة حيوية للشخصية البطلة وهي الفتى المشاغب والأنيق بما هي (هيأة/ صوت/ حركة) إذ استطاعت أن تؤشر لنا عن طبيعة العلاقة التي تربط بين الشاعرة والشخصية داخل النص، وهي تعبر عن نفسها بذلك عن طريق الاستخدام الناجح للغة الوصفية المتحركة وليس الصامتة: (... بعذوبتِهِ الرائقةِ/ باحتمالي فيهِ!/ بحركاته المضحكةِ/ كما لا يشيرُ إليها وقاره المبتكرُ/ بغمزتهِ السريَّةِ/ وابتسامةِ المواربةِ/ بين فصول المؤامرات الصغيرة بيننا/ به كله!/ عندما كانَ سلواناً للفقدِ أولاً/ وعنواناً للفقد أخيراً/ بهِ كلهِّ..!/ في الصوت والصورةِ/ في الشكل والمعنى/ في الكلماتِ التامات المحيطاتِ/ به من كل جانبٍ/ دليلاً إلى وجودي!/ بهِ وحده لِي...!)، فهو وصف لسلوك الفتى (حضور/ غياب) والذي تمثّل برد فعل أشبه بحالة اللاجدوى، من الإنتظار؛ بالنسبة للشاعرة (سُلُّواً للموات/ ودفعاً لحياةٍ لا تتخلقُ/ ولا حتَّى انتظارٍ سقيم!) وقد تحقق ذلك في النص بفعل هذا السياق البنائي الدرامي الذي تموضعت فيه شخصية الفتى والعناصر السردية الأخرى المهيمنة فيها، بما فيها من إشارات رثاء وفقد وغياب؛ وإذ نحن إزاء بنية سردية/ شعرية أشبه بالأقصوصة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق