الثلاثاء، 28 يوليو 2020

بريد بيروت

رواية "بريد بيروت" للكاتبة حنان الشيخ "بيروت كأنها مدموغة في ذهني, إبان الحرب فقط. عندها تأخذ حجما, شكلا. أستطيع أن أمسك به. بينما إبان أيام السلم كانت الحياة مرآبا لا أستطيع أن أمد حتى أظافر أناملي إليه. تبدو لي بيروت الآن و كأنها حفرة كبيرة فيها الأخاديد و التجاويف الصغيرة و الأصغر, جرداء إلا من الأعشاب صغيرة خضراء ثابتة على أطراف الحفرة. بدأت رسائلي بأني مخطوفة, و أنا الآن أحاول أن أرى هذه الأعشاب الصغيرة, فهي كل ما تنتجه أرضي. هنا حياتي و لكل بلد حياته. ((بتعرفي. أنت صرت مدمنة على الحرب))."

source https://qrtopa.com/book/15528

بريد بيروت

رواية "بريد بيروت" للكاتبة حنان الشيخ "بيروت كأنها مدموغة في ذهني, إبان الحرب فقط. عندها تأخذ حجما, شكلا. أستطيع أن أمسك به. بينما إبان أيام السلم كانت الحياة مرآبا لا أستطيع أن أمد حتى أظافر أناملي إليه. تبدو لي بيروت الآن و كأنها حفرة كبيرة فيها الأخاديد و التجاويف الصغيرة و الأصغر, جرداء إلا من الأعشاب صغيرة خضراء ثابتة على أطراف الحفرة. بدأت رسائلي بأني مخطوفة, و أنا الآن أحاول أن أرى هذه الأعشاب الصغيرة, فهي كل ما تنتجه أرضي. هنا حياتي و لكل بلد حياته. ((بتعرفي. أنت صرت مدمنة على الحرب))." Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

بريد بيروت

رواية "بريد بيروت" للكاتبة حنان الشيخ "بيروت كأنها مدموغة في ذهني, إبان الحرب فقط. عندها تأخذ حجما, شكلا. أستطيع أن أمسك به. بينما إبان أيام السلم كانت الحياة مرآبا لا أستطيع أن أمد حتى أظافر أناملي إليه. تبدو لي بيروت الآن و كأنها حفرة كبيرة فيها الأخاديد و التجاويف الصغيرة و الأصغر, جرداء إلا من الأعشاب صغيرة خضراء ثابتة على أطراف الحفرة. بدأت رسائلي بأني مخطوفة, و أنا الآن أحاول أن أرى هذه الأعشاب الصغيرة, فهي كل ما تنتجه أرضي. هنا حياتي و لكل بلد حياته. ((بتعرفي. أنت صرت مدمنة على الحرب))."

غنائية أحمد العربي كاملة - كلمات محمود درويش غناء مرسيل خليفة


Watch on YouTube here: غنائية أحمد العربي كاملة - كلمات محمود درويش غناء مرسيل خليفة
Via https://www.youtube.com/channel/UCcZImr64sN4bR4BB_JA82vg/videos

الاثنين، 20 يوليو 2020

النوم عند قدمي الجبل

كل الناس كانت تعلم أن مزمل النور سيموت يوم يكمل عامه العشرين. منذ شب مزمل وهو يسمع هذه النبوءة. النسوة اللائي يزرن أمّه يربتن على رأسه في حنو، ويهمسن : - يا مسكين. تموت صبي. الدنيا خربانة. الصبية الذين يخرج معهم لرعي الغنم يتقافزون أمامه ويخرجون ألسنتهم له، يهتفون : - ود الموت.. ود الموت. التلاميذ الذين يعودون من المدرسة، أعلى القرية، ظهراً يمرّون أمام بيتهم وينادون : - الموت الموت يا مزمل.. بكره تموت يا مزمل ! الكبار الجالسون أمام دكان عيسى فقيري يرمقونه حين يدخل لشراء حلوى، يغمغمون : - دنيا ما فيها عمار. الله يرحمه. شيخ المسجد إذا رأه يتوضأ في باحة الجامع العتيق، يقول له: - الله يصبر والديك يا مزمل. برهما ما استطعت. السيارات التي تمر بقرب القرية يشير راكبوها إلى البيوت المتناثرة ويقولون : - هذه قرية مزمل الذي سيموت يوم يكمل عامه العشرين. Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

النوم عند قدمي الجبل

كل الناس كانت تعلم أن مزمل النور سيموت يوم يكمل عامه العشرين. منذ شب مزمل وهو يسمع هذه النبوءة. النسوة اللائي يزرن أمّه يربتن على رأسه في حنو، ويهمسن : - يا مسكين. تموت صبي. الدنيا خربانة. الصبية الذين يخرج معهم لرعي الغنم يتقافزون أمامه ويخرجون ألسنتهم له، يهتفون : - ود الموت.. ود الموت. التلاميذ الذين يعودون من المدرسة، أعلى القرية، ظهراً يمرّون أمام بيتهم وينادون : - الموت الموت يا مزمل.. بكره تموت يا مزمل ! الكبار الجالسون أمام دكان عيسى فقيري يرمقونه حين يدخل لشراء حلوى، يغمغمون : - دنيا ما فيها عمار. الله يرحمه. شيخ المسجد إذا رأه يتوضأ في باحة الجامع العتيق، يقول له: - الله يصبر والديك يا مزمل. برهما ما استطعت. السيارات التي تمر بقرب القرية يشير راكبوها إلى البيوت المتناثرة ويقولون : - هذه قرية مزمل الذي سيموت يوم يكمل عامه العشرين.

source https://qrtopa.com/book/15527

النوم عند قدمي الجبل

كل الناس كانت تعلم أن مزمل النور سيموت يوم يكمل عامه العشرين. منذ شب مزمل وهو يسمع هذه النبوءة. النسوة اللائي يزرن أمّه يربتن على رأسه في حنو، ويهمسن : - يا مسكين. تموت صبي. الدنيا خربانة. الصبية الذين يخرج معهم لرعي الغنم يتقافزون أمامه ويخرجون ألسنتهم له، يهتفون : - ود الموت.. ود الموت. التلاميذ الذين يعودون من المدرسة، أعلى القرية، ظهراً يمرّون أمام بيتهم وينادون : - الموت الموت يا مزمل.. بكره تموت يا مزمل ! الكبار الجالسون أمام دكان عيسى فقيري يرمقونه حين يدخل لشراء حلوى، يغمغمون : - دنيا ما فيها عمار. الله يرحمه. شيخ المسجد إذا رأه يتوضأ في باحة الجامع العتيق، يقول له: - الله يصبر والديك يا مزمل. برهما ما استطعت. السيارات التي تمر بقرب القرية يشير راكبوها إلى البيوت المتناثرة ويقولون : - هذه قرية مزمل الذي سيموت يوم يكمل عامه العشرين.

الأحد، 19 يوليو 2020

تنهيدة المغربي الأخيرة

الرسم الذي وجدوه على منصبها كان يدور حولي، ففي ذلك العمل الأخير "تنهيدة المغربي الأخيرة"، أعادت إلى المغربي إنسانيته. فتلك اللوحة لم تكن تهريجًا مجردًا، ولا لصق نفايات، بل لوحة لابنها الذي ضاع في منطقة انتقالية مثل خيال جوال: صورة لروح في الجحيم. وخلفه أمه التي لم تعد في لوح منفصل، بل اتحدت من جديد مع السلطان المعذب، لا تقرعه. ابك مثل النساء ملكًا مضاعًا -بل تنظر، في عينيها الذعر ويدها ممدودة. ذلك أيضًا كان اعتذارًا جاء بعد فوات الأوان، عملًا من أعمال الغفران لم يعد باستطاعتي أن أنتفع به. لقد فقدتها، فيما زادت اللوحة فقط من ألم الفقدان. يا أمي، يا أم!! الآن أعلم لماذا طردتني. يا أمي الميتة العظيمة، يا والدتي المغفلة، يا والدتي الحمقاء!

source https://qrtopa.com/book/15526

عالم داعش من النشأة إلى إعلان الخلافة

كتاب يستعرض تاريخ تنظيم القاعده في العراق منذ ٢٠٠٣ الى ٢٠١٠ ثم ينتقل المؤلف الى الحديث عن تنظيم الدولة الإسلامية منذ ٢٠١٠ ويختم الكتاب بتوصيات لمكافحة ارهاب تنظيم داعش

source https://qrtopa.com/book/15525

تنهيدة المغربي الأخيرة

الرسم الذي وجدوه على منصبها كان يدور حولي، ففي ذلك العمل الأخير "تنهيدة المغربي الأخيرة"، أعادت إلى المغربي إنسانيته. فتلك اللوحة لم تكن تهريجًا مجردًا، ولا لصق نفايات، بل لوحة لابنها الذي ضاع في منطقة انتقالية مثل خيال جوال: صورة لروح في الجحيم. وخلفه أمه التي لم تعد في لوح منفصل، بل اتحدت من جديد مع السلطان المعذب، لا تقرعه. ابك مثل النساء ملكًا مضاعًا -بل تنظر، في عينيها الذعر ويدها ممدودة. ذلك أيضًا كان اعتذارًا جاء بعد فوات الأوان، عملًا من أعمال الغفران لم يعد باستطاعتي أن أنتفع به. لقد فقدتها، فيما زادت اللوحة فقط من ألم الفقدان. يا أمي، يا أم!! الآن أعلم لماذا طردتني. يا أمي الميتة العظيمة، يا والدتي المغفلة، يا والدتي الحمقاء! Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

بيت خالتي

عندما عرفت تفاصيل ما حدث، لم أستطع أن أواصل حياتي كما لو أني لم أعرف. لم أستطع أن أطوي الصفحة، وأنسى. حاولت. لكن فشلت. ألم المعرفة كان مختلفًا. يثقل الروح والجسد معًا. وشعور العجز كان أكبر من طاقتي على التحمل. لقد عرفت! فماذا بعد؟ هل تستطيع أن تفعل شيئًا؟ الشيء الوحيد الذي خفف عليَّ هو أن أكتب ما حدث. هذا كل ما أستطيعه. "بيت خالتي" رواية أحمد خيري العمري الجديدة حيث اسم الرواية هو مصطلح يستخدمه السوريين للكناية عن السجن أو المعتقل.

source https://qrtopa.com/book/15524

عالم داعش من النشأة إلى إعلان الخلافة

كتاب يستعرض تاريخ تنظيم القاعده في العراق منذ ٢٠٠٣ الى ٢٠١٠ ثم ينتقل المؤلف الى الحديث عن تنظيم الدولة الإسلامية منذ ٢٠١٠ ويختم الكتاب بتوصيات لمكافحة ارهاب تنظيم داعش Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

بيت خالتي

عندما عرفت تفاصيل ما حدث، لم أستطع أن أواصل حياتي كما لو أني لم أعرف. لم أستطع أن أطوي الصفحة، وأنسى. حاولت. لكن فشلت. ألم المعرفة كان مختلفًا. يثقل الروح والجسد معًا. وشعور العجز كان أكبر من طاقتي على التحمل. لقد عرفت! فماذا بعد؟ هل تستطيع أن تفعل شيئًا؟ الشيء الوحيد الذي خفف عليَّ هو أن أكتب ما حدث. هذا كل ما أستطيعه. "بيت خالتي" رواية أحمد خيري العمري الجديدة حيث اسم الرواية هو مصطلح يستخدمه السوريين للكناية عن السجن أو المعتقل. Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

تنهيدة المغربي الأخيرة

الرسم الذي وجدوه على منصبها كان يدور حولي، ففي ذلك العمل الأخير "تنهيدة المغربي الأخيرة"، أعادت إلى المغربي إنسانيته. فتلك اللوحة لم تكن تهريجًا مجردًا، ولا لصق نفايات، بل لوحة لابنها الذي ضاع في منطقة انتقالية مثل خيال جوال: صورة لروح في الجحيم. وخلفه أمه التي لم تعد في لوح منفصل، بل اتحدت من جديد مع السلطان المعذب، لا تقرعه. ابك مثل النساء ملكًا مضاعًا -بل تنظر، في عينيها الذعر ويدها ممدودة. ذلك أيضًا كان اعتذارًا جاء بعد فوات الأوان، عملًا من أعمال الغفران لم يعد باستطاعتي أن أنتفع به. لقد فقدتها، فيما زادت اللوحة فقط من ألم الفقدان. يا أمي، يا أم!! الآن أعلم لماذا طردتني. يا أمي الميتة العظيمة، يا والدتي المغفلة، يا والدتي الحمقاء!

عالم داعش من النشأة إلى إعلان الخلافة

كتاب يستعرض تاريخ تنظيم القاعده في العراق منذ ٢٠٠٣ الى ٢٠١٠ ثم ينتقل المؤلف الى الحديث عن تنظيم الدولة الإسلامية منذ ٢٠١٠ ويختم الكتاب بتوصيات لمكافحة ارهاب تنظيم داعش

بيت خالتي

عندما عرفت تفاصيل ما حدث، لم أستطع أن أواصل حياتي كما لو أني لم أعرف. لم أستطع أن أطوي الصفحة، وأنسى. حاولت. لكن فشلت. ألم المعرفة كان مختلفًا. يثقل الروح والجسد معًا. وشعور العجز كان أكبر من طاقتي على التحمل. لقد عرفت! فماذا بعد؟ هل تستطيع أن تفعل شيئًا؟ الشيء الوحيد الذي خفف عليَّ هو أن أكتب ما حدث. هذا كل ما أستطيعه. "بيت خالتي" رواية أحمد خيري العمري الجديدة حيث اسم الرواية هو مصطلح يستخدمه السوريين للكناية عن السجن أو المعتقل.

الأربعاء، 8 يوليو 2020

حذاء إبليس

لا، لم يكن إبليسنا هو نفسه إبليس اللعين الذي نعرفه كلنا، والمسؤول ـ من خلال مكائده الخبيثة وعملياته التخريبية داخل رؤوسنا ـ عن كل الموبقات التي نقوم بها، إنما هكذا كان ينعت زملاء محمد الطازج زميلهم بالمدرسة، محمد إبن الثلاثة عشر ربيعاً، ما عاد يذكر كيف التصق به هذا اللقب، ربما ذكر أحد المعلمين ذلك مشيراً لشقاوته، وربما إلى ذكائه، أو ربما بسبب عينيه اللامعتين دائماً، فحتى أمه كانت تستعيذ بالله ليلاً عندما تراهما تلمعان كعيني الهر، لم يكن ليؤذيه أن جميع أقرانه في المدرسة وفي الحارة كانوا قد نسوا اسمه منذ سنين، بل ويمكن القول أن ذلك كان يسعده، فقد كان يغتاظ عندما كانوا يدعونه باسم عائلته، وأحياناً وقاحتهم كانت تطال أمه! فمنهم من نعتها بالطازجة مما أدخله مراراً في عراكٍ وخصامٍ مع زملائه. كما أن لكلمة إبليس سحرها ووقعها الخاص الذي زاد من شعبيته بين أقرانه. وصل محمد الى المسجد، عند المدخل كان هناك عدد لا بأس به من الأحذية لمن اعتكف في المسجد بعد الصلاة، بحث محمد عن حذائه بينها فلم يجده، انتاب قلبه شعور غريب، نوعٌ من القلق ولكنه ليس قلقاً خالصاً لفقدان حذائه، فهو على يقين بأن حذاءه هنا في مكان ما، لقد تركه بباب المسجد أي بعهدة الملائكة، وكل قوى الخير الغيبية. ربما مرور الجموع بعد الصلاة أطاح به بعيداً، تفحص بعينيه جيداً كل حذاء، صفِّ الأحذية ورتبها جميعها، لكن حذاءه لم يظهر، خرج الى الطريق وتفحصها، لم يكن هناك أثر للحذاء، دخل المسجد وبحث عبثاً في كل زواياه، تقدم من أحد الرجال القابعين هناك، كان يعرف ذلك الرجل، يراه دائماً في المسجد، ثيابه رثة، ولحيته كَسَت وجهه وتراخت على صدره، كان يعتبره جزءاً من المسجد، ومثالاً للإنسان الورع التقي. لم يعرف محمد عندما تقدم اليه لماذا شدته أصابع قدمي ذلك الرجل، رآها غريبةً بعض الشيء فهي كبيرة على غير العادة، وأظافرها طالت وكما يبدو تحجرت واسودت. "يا... يا حاج"، همس محمد مقترباً من الرجل، فلم يلتفت إليه. "يا حاج، خرجت اليوم من الصلاة فلم أجد حذائي، أتعرف أين يمكن أن يكون؟" لم يرد الحاج ولم يلتفت. إقترب منه أكثر وارتد مصعوقاً... كان ذاك بدون حياة. لم يعرف محمد ماذا يفعل، جال ببصره في أنحاء المسجد علّه يجد الإمام، إمام الجامع، كان رجلا في متوسط العمر، يلبس ثوباُ قصيرا بعض الشيء وتعتلي رأسه طاقية بيضاء تغطي شعره، لحيته ليست بالطويلة ولكنها كست وجهه ورقبته، بالكاد كان يرى من ورائها فمه، جلس هناك متوسطا فتية يحدثهم بنشوة عن شيء ما، مُكثرا من الإيماء والتلويح باليدين لتصوير ما يقول، محمد لاحظ تطاير الرذاذ من فم الإمام، " يبدو أن المستمعين لا يلاحظون ذلك"، تبادر إلى خاطره. اقترب محمد من الجمع وخاطب الشيخ على استحياء ووجل لقطعه ذلك الحديث الذي لا شك مهم وشيق، "سيدي الشيخ هناك رجل يبدو أنه مات"، التفت الجميع اليه بحركه واحدة كراقصات الباليه وبصمت كصمتهن، مرت بضع ثوان على تلك اللوحة قبل أن يتفوه الشيخ بادئا بتمتمة، سمع بينها محمد حروف سين متتابعة، التقطت أذناه كلمات متقطعة منها الله ومحمد ومكة والملائكة، حتى الشيطان كان بينها، ثم علا الصوت متوجها اليه "ماذا قلت؟" – "هناك،" همس محمد مشيرا بإصبعه الى مكان جلوس الرجل. "مات"، قالها بوجل لكنه أحس عندها بمتعة غريبة في داخله، ربما لكونه محور اهتمام وإصغاء، تلك المتعة عادة لا تُستَشعَر في أوقات كهذه، لكنها هناك وها هي تطغى على التردد والخجل، اعتدل صوت محمد، وأخذ يشرح بنشوة للشيخ كيف رجع الى المسجد ليبحث عن حذائه، ثم عن اقترابه من الرجل ليسأله عنه وكيف وجده ميتا. هرع الجميع الى الرجل، خلفهم محمد، اقترب الشيخ من الرجل وهو ما يزال يتمتم سيناته وهزه من كتفه – "بسم الله الرحمن الرحيم، عبد الحليم، يا عبد الحليم.." عبد الحليم لم يرد، بل انهار على سجاد المسجد. اهتاج المسجد، وتراكض الخلق في اتجاهات مختلفة، الجميع كان يهلل ويحوقل، منهم من قال إنّا لله و إنّا إليه راجعون، ومنهم من كبّر والبعض استعاذ بالله، محمد لم يعرف ما الذي عليه فعله، أراد أن يسأل الشيخ عن الحذاء لكنه تراجع عن ذلك، قدّر أنه من غير المناسب السؤال والحال هو الحال. جلس بركن في المسجد يراقب التراكض من حوله، وشيئا فشيئا أخذته أفكاره الى الخطبة التي سمعها ظهر اليوم، كان قد حفر بذاكرته مقطع من الخطبة التي كانت عن الحور العين: عن أَبِي هريرةَ، رضي الله عنه: أَنَّ رسول اللهِ، صلى الله عليه وسلم، قَال: لكل امرئ مِنهم زوجتَان، كلّ وَاحِدَة منهما يُرَى مخ سَاقِها من وراءِ لحمها من الحُسن. رواه البخاري. فالمؤمن يَرَى مخ ساقِ زوجته من وراءِ سبعينَ ثوبا. وعَن أَبِي سَعِيدٍ الخدري، رضي الله عنه، أن النَّبي، صلى الله عليه وسلم، قال: لكل رجل مِنهم زوجتان، على كل زوجة سبعون حُلَّة يبدو مخ ساقِها من ورائها. رواه الترمذي وصححه الألباني. قلّبَ محمد كلام أبي هريرة وأبي سعيد الخدري، طاف بخياله في الجنة، وحاول عبثا أن يفهم سر الجمال في ظهور مخ العظم. ثم جالت في ذهنه اسئلة... لماذا زوجتان؟ وما معنى "رواه الترمذي" لماذا لم يرويه أبو سعيد الخدري؟ وما سر الألباني الذي يصحح الأحاديث؟ لا بد أن الألباني كان من الصحابة ويعرف جيدا ما كان رسول الله يقوله، فيصحح من أخطأ من الرواة. كما لم يستطع فهم سر بياض الحور العين، مرت بخياله صورة زينب ابنة الجيران، لا يعرف لماذا وكيف ولكنه لطالما رآها أجمل ما خلق الله، زينب سمراء البشرة وسوداء العينين، تعود أن يلعب معها منذ الصغر وبعد أن فرقتهما المدرسة ظلا يتشاركان الطريق اليها، هو لم ير ساقها عدا عن مخ ساقها، ولم تلبس قط سبعين ثوبا، سرت بوجهه ضحكة خفيفة إذ تصورها بسبعين ثوبا! ثم سرعان ما استيقظ من أفكاره. هناك، كانوا قد حملوا الميت الى جهة ما ولكن اللغط كان ما يزال على حاله، قدماه آلمتاه، "ما أنا بفاعل الآن؟"، قام من زاويته ونظر باحثا عن حذائه، هذه المرة كان كمن تأكد بأنه لن يعثر عليه......

source https://qrtopa.com/book/15523

حذاء إبليس

لا، لم يكن إبليسنا هو نفسه إبليس اللعين الذي نعرفه كلنا، والمسؤول ـ من خلال مكائده الخبيثة وعملياته التخريبية داخل رؤوسنا ـ عن كل الموبقات التي نقوم بها، إنما هكذا كان ينعت زملاء محمد الطازج زميلهم بالمدرسة، محمد إبن الثلاثة عشر ربيعاً، ما عاد يذكر كيف التصق به هذا اللقب، ربما ذكر أحد المعلمين ذلك مشيراً لشقاوته، وربما إلى ذكائه، أو ربما بسبب عينيه اللامعتين دائماً، فحتى أمه كانت تستعيذ بالله ليلاً عندما تراهما تلمعان كعيني الهر، لم يكن ليؤذيه أن جميع أقرانه في المدرسة وفي الحارة كانوا قد نسوا اسمه منذ سنين، بل ويمكن القول أن ذلك كان يسعده، فقد كان يغتاظ عندما كانوا يدعونه باسم عائلته، وأحياناً وقاحتهم كانت تطال أمه! فمنهم من نعتها بالطازجة مما أدخله مراراً في عراكٍ وخصامٍ مع زملائه. كما أن لكلمة إبليس سحرها ووقعها الخاص الذي زاد من شعبيته بين أقرانه. وصل محمد الى المسجد، عند المدخل كان هناك عدد لا بأس به من الأحذية لمن اعتكف في المسجد بعد الصلاة، بحث محمد عن حذائه بينها فلم يجده، انتاب قلبه شعور غريب، نوعٌ من القلق ولكنه ليس قلقاً خالصاً لفقدان حذائه، فهو على يقين بأن حذاءه هنا في مكان ما، لقد تركه بباب المسجد أي بعهدة الملائكة، وكل قوى الخير الغيبية. ربما مرور الجموع بعد الصلاة أطاح به بعيداً، تفحص بعينيه جيداً كل حذاء، صفِّ الأحذية ورتبها جميعها، لكن حذاءه لم يظهر، خرج الى الطريق وتفحصها، لم يكن هناك أثر للحذاء، دخل المسجد وبحث عبثاً في كل زواياه، تقدم من أحد الرجال القابعين هناك، كان يعرف ذلك الرجل، يراه دائماً في المسجد، ثيابه رثة، ولحيته كَسَت وجهه وتراخت على صدره، كان يعتبره جزءاً من المسجد، ومثالاً للإنسان الورع التقي. لم يعرف محمد عندما تقدم اليه لماذا شدته أصابع قدمي ذلك الرجل، رآها غريبةً بعض الشيء فهي كبيرة على غير العادة، وأظافرها طالت وكما يبدو تحجرت واسودت. "يا... يا حاج"، همس محمد مقترباً من الرجل، فلم يلتفت إليه. "يا حاج، خرجت اليوم من الصلاة فلم أجد حذائي، أتعرف أين يمكن أن يكون؟" لم يرد الحاج ولم يلتفت. إقترب منه أكثر وارتد مصعوقاً... كان ذاك بدون حياة. لم يعرف محمد ماذا يفعل، جال ببصره في أنحاء المسجد علّه يجد الإمام، إمام الجامع، كان رجلا في متوسط العمر، يلبس ثوباُ قصيرا بعض الشيء وتعتلي رأسه طاقية بيضاء تغطي شعره، لحيته ليست بالطويلة ولكنها كست وجهه ورقبته، بالكاد كان يرى من ورائها فمه، جلس هناك متوسطا فتية يحدثهم بنشوة عن شيء ما، مُكثرا من الإيماء والتلويح باليدين لتصوير ما يقول، محمد لاحظ تطاير الرذاذ من فم الإمام، " يبدو أن المستمعين لا يلاحظون ذلك"، تبادر إلى خاطره. اقترب محمد من الجمع وخاطب الشيخ على استحياء ووجل لقطعه ذلك الحديث الذي لا شك مهم وشيق، "سيدي الشيخ هناك رجل يبدو أنه مات"، التفت الجميع اليه بحركه واحدة كراقصات الباليه وبصمت كصمتهن، مرت بضع ثوان على تلك اللوحة قبل أن يتفوه الشيخ بادئا بتمتمة، سمع بينها محمد حروف سين متتابعة، التقطت أذناه كلمات متقطعة منها الله ومحمد ومكة والملائكة، حتى الشيطان كان بينها، ثم علا الصوت متوجها اليه "ماذا قلت؟" – "هناك،" همس محمد مشيرا بإصبعه الى مكان جلوس الرجل. "مات"، قالها بوجل لكنه أحس عندها بمتعة غريبة في داخله، ربما لكونه محور اهتمام وإصغاء، تلك المتعة عادة لا تُستَشعَر في أوقات كهذه، لكنها هناك وها هي تطغى على التردد والخجل، اعتدل صوت محمد، وأخذ يشرح بنشوة للشيخ كيف رجع الى المسجد ليبحث عن حذائه، ثم عن اقترابه من الرجل ليسأله عنه وكيف وجده ميتا. هرع الجميع الى الرجل، خلفهم محمد، اقترب الشيخ من الرجل وهو ما يزال يتمتم سيناته وهزه من كتفه – "بسم الله الرحمن الرحيم، عبد الحليم، يا عبد الحليم.." عبد الحليم لم يرد، بل انهار على سجاد المسجد. اهتاج المسجد، وتراكض الخلق في اتجاهات مختلفة، الجميع كان يهلل ويحوقل، منهم من قال إنّا لله و إنّا إليه راجعون، ومنهم من كبّر والبعض استعاذ بالله، محمد لم يعرف ما الذي عليه فعله، أراد أن يسأل الشيخ عن الحذاء لكنه تراجع عن ذلك، قدّر أنه من غير المناسب السؤال والحال هو الحال. جلس بركن في المسجد يراقب التراكض من حوله، وشيئا فشيئا أخذته أفكاره الى الخطبة التي سمعها ظهر اليوم، كان قد حفر بذاكرته مقطع من الخطبة التي كانت عن الحور العين: عن أَبِي هريرةَ، رضي الله عنه: أَنَّ رسول اللهِ، صلى الله عليه وسلم، قَال: لكل امرئ مِنهم زوجتَان، كلّ وَاحِدَة منهما يُرَى مخ سَاقِها من وراءِ لحمها من الحُسن. رواه البخاري. فالمؤمن يَرَى مخ ساقِ زوجته من وراءِ سبعينَ ثوبا. وعَن أَبِي سَعِيدٍ الخدري، رضي الله عنه، أن النَّبي، صلى الله عليه وسلم، قال: لكل رجل مِنهم زوجتان، على كل زوجة سبعون حُلَّة يبدو مخ ساقِها من ورائها. رواه الترمذي وصححه الألباني. قلّبَ محمد كلام أبي هريرة وأبي سعيد الخدري، طاف بخياله في الجنة، وحاول عبثا أن يفهم سر الجمال في ظهور مخ العظم. ثم جالت في ذهنه اسئلة... لماذا زوجتان؟ وما معنى "رواه الترمذي" لماذا لم يرويه أبو سعيد الخدري؟ وما سر الألباني الذي يصحح الأحاديث؟ لا بد أن الألباني كان من الصحابة ويعرف جيدا ما كان رسول الله يقوله، فيصحح من أخطأ من الرواة. كما لم يستطع فهم سر بياض الحور العين، مرت بخياله صورة زينب ابنة الجيران، لا يعرف لماذا وكيف ولكنه لطالما رآها أجمل ما خلق الله، زينب سمراء البشرة وسوداء العينين، تعود أن يلعب معها منذ الصغر وبعد أن فرقتهما المدرسة ظلا يتشاركان الطريق اليها، هو لم ير ساقها عدا عن مخ ساقها، ولم تلبس قط سبعين ثوبا، سرت بوجهه ضحكة خفيفة إذ تصورها بسبعين ثوبا! ثم سرعان ما استيقظ من أفكاره. هناك، كانوا قد حملوا الميت الى جهة ما ولكن اللغط كان ما يزال على حاله، قدماه آلمتاه، "ما أنا بفاعل الآن؟"، قام من زاويته ونظر باحثا عن حذائه، هذه المرة كان كمن تأكد بأنه لن يعثر عليه...... Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

حذاء إبليس

لا، لم يكن إبليسنا هو نفسه إبليس اللعين الذي نعرفه كلنا، والمسؤول ـ من خلال مكائده الخبيثة وعملياته التخريبية داخل رؤوسنا ـ عن كل الموبقات التي نقوم بها، إنما هكذا كان ينعت زملاء محمد الطازج زميلهم بالمدرسة، محمد إبن الثلاثة عشر ربيعاً، ما عاد يذكر كيف التصق به هذا اللقب، ربما ذكر أحد المعلمين ذلك مشيراً لشقاوته، وربما إلى ذكائه، أو ربما بسبب عينيه اللامعتين دائماً، فحتى أمه كانت تستعيذ بالله ليلاً عندما تراهما تلمعان كعيني الهر، لم يكن ليؤذيه أن جميع أقرانه في المدرسة وفي الحارة كانوا قد نسوا اسمه منذ سنين، بل ويمكن القول أن ذلك كان يسعده، فقد كان يغتاظ عندما كانوا يدعونه باسم عائلته، وأحياناً وقاحتهم كانت تطال أمه! فمنهم من نعتها بالطازجة مما أدخله مراراً في عراكٍ وخصامٍ مع زملائه. كما أن لكلمة إبليس سحرها ووقعها الخاص الذي زاد من شعبيته بين أقرانه. وصل محمد الى المسجد، عند المدخل كان هناك عدد لا بأس به من الأحذية لمن اعتكف في المسجد بعد الصلاة، بحث محمد عن حذائه بينها فلم يجده، انتاب قلبه شعور غريب، نوعٌ من القلق ولكنه ليس قلقاً خالصاً لفقدان حذائه، فهو على يقين بأن حذاءه هنا في مكان ما، لقد تركه بباب المسجد أي بعهدة الملائكة، وكل قوى الخير الغيبية. ربما مرور الجموع بعد الصلاة أطاح به بعيداً، تفحص بعينيه جيداً كل حذاء، صفِّ الأحذية ورتبها جميعها، لكن حذاءه لم يظهر، خرج الى الطريق وتفحصها، لم يكن هناك أثر للحذاء، دخل المسجد وبحث عبثاً في كل زواياه، تقدم من أحد الرجال القابعين هناك، كان يعرف ذلك الرجل، يراه دائماً في المسجد، ثيابه رثة، ولحيته كَسَت وجهه وتراخت على صدره، كان يعتبره جزءاً من المسجد، ومثالاً للإنسان الورع التقي. لم يعرف محمد عندما تقدم اليه لماذا شدته أصابع قدمي ذلك الرجل، رآها غريبةً بعض الشيء فهي كبيرة على غير العادة، وأظافرها طالت وكما يبدو تحجرت واسودت. "يا... يا حاج"، همس محمد مقترباً من الرجل، فلم يلتفت إليه. "يا حاج، خرجت اليوم من الصلاة فلم أجد حذائي، أتعرف أين يمكن أن يكون؟" لم يرد الحاج ولم يلتفت. إقترب منه أكثر وارتد مصعوقاً... كان ذاك بدون حياة. لم يعرف محمد ماذا يفعل، جال ببصره في أنحاء المسجد علّه يجد الإمام، إمام الجامع، كان رجلا في متوسط العمر، يلبس ثوباُ قصيرا بعض الشيء وتعتلي رأسه طاقية بيضاء تغطي شعره، لحيته ليست بالطويلة ولكنها كست وجهه ورقبته، بالكاد كان يرى من ورائها فمه، جلس هناك متوسطا فتية يحدثهم بنشوة عن شيء ما، مُكثرا من الإيماء والتلويح باليدين لتصوير ما يقول، محمد لاحظ تطاير الرذاذ من فم الإمام، " يبدو أن المستمعين لا يلاحظون ذلك"، تبادر إلى خاطره. اقترب محمد من الجمع وخاطب الشيخ على استحياء ووجل لقطعه ذلك الحديث الذي لا شك مهم وشيق، "سيدي الشيخ هناك رجل يبدو أنه مات"، التفت الجميع اليه بحركه واحدة كراقصات الباليه وبصمت كصمتهن، مرت بضع ثوان على تلك اللوحة قبل أن يتفوه الشيخ بادئا بتمتمة، سمع بينها محمد حروف سين متتابعة، التقطت أذناه كلمات متقطعة منها الله ومحمد ومكة والملائكة، حتى الشيطان كان بينها، ثم علا الصوت متوجها اليه "ماذا قلت؟" – "هناك،" همس محمد مشيرا بإصبعه الى مكان جلوس الرجل. "مات"، قالها بوجل لكنه أحس عندها بمتعة غريبة في داخله، ربما لكونه محور اهتمام وإصغاء، تلك المتعة عادة لا تُستَشعَر في أوقات كهذه، لكنها هناك وها هي تطغى على التردد والخجل، اعتدل صوت محمد، وأخذ يشرح بنشوة للشيخ كيف رجع الى المسجد ليبحث عن حذائه، ثم عن اقترابه من الرجل ليسأله عنه وكيف وجده ميتا. هرع الجميع الى الرجل، خلفهم محمد، اقترب الشيخ من الرجل وهو ما يزال يتمتم سيناته وهزه من كتفه – "بسم الله الرحمن الرحيم، عبد الحليم، يا عبد الحليم.." عبد الحليم لم يرد، بل انهار على سجاد المسجد. اهتاج المسجد، وتراكض الخلق في اتجاهات مختلفة، الجميع كان يهلل ويحوقل، منهم من قال إنّا لله و إنّا إليه راجعون، ومنهم من كبّر والبعض استعاذ بالله، محمد لم يعرف ما الذي عليه فعله، أراد أن يسأل الشيخ عن الحذاء لكنه تراجع عن ذلك، قدّر أنه من غير المناسب السؤال والحال هو الحال. جلس بركن في المسجد يراقب التراكض من حوله، وشيئا فشيئا أخذته أفكاره الى الخطبة التي سمعها ظهر اليوم، كان قد حفر بذاكرته مقطع من الخطبة التي كانت عن الحور العين: عن أَبِي هريرةَ، رضي الله عنه: أَنَّ رسول اللهِ، صلى الله عليه وسلم، قَال: لكل امرئ مِنهم زوجتَان، كلّ وَاحِدَة منهما يُرَى مخ سَاقِها من وراءِ لحمها من الحُسن. رواه البخاري. فالمؤمن يَرَى مخ ساقِ زوجته من وراءِ سبعينَ ثوبا. وعَن أَبِي سَعِيدٍ الخدري، رضي الله عنه، أن النَّبي، صلى الله عليه وسلم، قال: لكل رجل مِنهم زوجتان، على كل زوجة سبعون حُلَّة يبدو مخ ساقِها من ورائها. رواه الترمذي وصححه الألباني. قلّبَ محمد كلام أبي هريرة وأبي سعيد الخدري، طاف بخياله في الجنة، وحاول عبثا أن يفهم سر الجمال في ظهور مخ العظم. ثم جالت في ذهنه اسئلة... لماذا زوجتان؟ وما معنى "رواه الترمذي" لماذا لم يرويه أبو سعيد الخدري؟ وما سر الألباني الذي يصحح الأحاديث؟ لا بد أن الألباني كان من الصحابة ويعرف جيدا ما كان رسول الله يقوله، فيصحح من أخطأ من الرواة. كما لم يستطع فهم سر بياض الحور العين، مرت بخياله صورة زينب ابنة الجيران، لا يعرف لماذا وكيف ولكنه لطالما رآها أجمل ما خلق الله، زينب سمراء البشرة وسوداء العينين، تعود أن يلعب معها منذ الصغر وبعد أن فرقتهما المدرسة ظلا يتشاركان الطريق اليها، هو لم ير ساقها عدا عن مخ ساقها، ولم تلبس قط سبعين ثوبا، سرت بوجهه ضحكة خفيفة إذ تصورها بسبعين ثوبا! ثم سرعان ما استيقظ من أفكاره. هناك، كانوا قد حملوا الميت الى جهة ما ولكن اللغط كان ما يزال على حاله، قدماه آلمتاه، "ما أنا بفاعل الآن؟"، قام من زاويته ونظر باحثا عن حذائه، هذه المرة كان كمن تأكد بأنه لن يعثر عليه......

الاثنين، 6 يوليو 2020

الإهانة في عهد الميغا إمبريالية

لم تعد لدينا أية شرعية حقيقية دوليا،فأمريكا تقول إنها تعتبر قرارها ودفاعها عن شعبها هو الشرعية، وتمنح لنفسها الحق فى التدخل فى أى مكان تريد،ولا احد يعارضها نحن نعيش فترة تطرح علينا فيها تساؤلات كبرى،تمثل امتحانا لهذا العالم الجديد الذى نريده. وأرى أن هناك رؤية فيها تشاؤم،والتشاؤم هو أنه لا يمكن أن نصل الى حالة ذل أكثر مما وصلنا إليه،وبالخصوص فى العالم العربى والاسلامى،وهو ما أسميه الذلقراطيةإن حكامنا يقبلون الذل ممن هم أقوى منهم ،وبالخصوص أمريكا وإسرائيل وحين يقبلونه يسقطونه علينا كشعوب،وشعوبا تقبل الذل من حكامها،فنحن إذن أمام ذل وإهانة عظيمة Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

زمن الذلقراطية

¬¬ أي مستقبل ينتظرُ العرب؟ كان هذا التساؤل الهاجس المحفِّز الذي أثمر هذه الانتفاضة الفكرية في صيغتها الحوارية مع عالم المستقبليات البروفسور المهدي المنجرة._x000D_ ولأن الهاجس كان البحث عن التغيير وسُبُله، فقد قمتُ بتصميم تساؤلات تفتح بوابات قلقة بخصوص الغد، Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

الإهانة في عهد الميغا إمبريالية

لم تعد لدينا أية شرعية حقيقية دوليا،فأمريكا تقول إنها تعتبر قرارها ودفاعها عن شعبها هو الشرعية، وتمنح لنفسها الحق فى التدخل فى أى مكان تريد،ولا احد يعارضها نحن نعيش فترة تطرح علينا فيها تساؤلات كبرى،تمثل امتحانا لهذا العالم الجديد الذى نريده. وأرى أن هناك رؤية فيها تشاؤم،والتشاؤم هو أنه لا يمكن أن نصل الى حالة ذل أكثر مما وصلنا إليه،وبالخصوص فى العالم العربى والاسلامى،وهو ما أسميه الذلقراطيةإن حكامنا يقبلون الذل ممن هم أقوى منهم ،وبالخصوص أمريكا وإسرائيل وحين يقبلونه يسقطونه علينا كشعوب،وشعوبا تقبل الذل من حكامها،فنحن إذن أمام ذل وإهانة عظيمة

source https://qrtopa.com/book/15522

الإهانة في عهد الميغا إمبريالية

لم تعد لدينا أية شرعية حقيقية دوليا،فأمريكا تقول إنها تعتبر قرارها ودفاعها عن شعبها هو الشرعية، وتمنح لنفسها الحق فى التدخل فى أى مكان تريد،ولا احد يعارضها نحن نعيش فترة تطرح علينا فيها تساؤلات كبرى،تمثل امتحانا لهذا العالم الجديد الذى نريده. وأرى أن هناك رؤية فيها تشاؤم،والتشاؤم هو أنه لا يمكن أن نصل الى حالة ذل أكثر مما وصلنا إليه،وبالخصوص فى العالم العربى والاسلامى،وهو ما أسميه الذلقراطيةإن حكامنا يقبلون الذل ممن هم أقوى منهم ،وبالخصوص أمريكا وإسرائيل وحين يقبلونه يسقطونه علينا كشعوب،وشعوبا تقبل الذل من حكامها،فنحن إذن أمام ذل وإهانة عظيمة

زمن الذلقراطية

¬¬ أي مستقبل ينتظرُ العرب؟ كان هذا التساؤل الهاجس المحفِّز الذي أثمر هذه الانتفاضة الفكرية في صيغتها الحوارية مع عالم المستقبليات البروفسور المهدي المنجرة._x000D_ ولأن الهاجس كان البحث عن التغيير وسُبُله، فقد قمتُ بتصميم تساؤلات تفتح بوابات قلقة بخصوص الغد،

زمن الذلقراطية

¬¬ أي مستقبل ينتظرُ العرب؟ كان هذا التساؤل الهاجس المحفِّز الذي أثمر هذه الانتفاضة الفكرية في صيغتها الحوارية مع عالم المستقبليات البروفسور المهدي المنجرة._x000D_ ولأن الهاجس كان البحث عن التغيير وسُبُله، فقد قمتُ بتصميم تساؤلات تفتح بوابات قلقة بخصوص الغد،

source https://qrtopa.com/book/15521

سنتان وثمانية شهور وثمان وعشرون ليلة

عاش الفيلسوف الذي لم يعد يسمح له بشرح فلسفته في بيت متواضع ذي نوافذ صغيرة في زقاق ضيق غير معبّد٬ وقد سبب له عدم وجود ضوء كاف ضيقا شديدا.. وأقام ابن رشد عيادة طبية في البناية٬ وتوافد عليه المرضي بسبب سمعته ومنزلته كطبيب سابق للخليفة، واستخدم كل ما يملكه من مال في ممارسة تجارة الخيول على نحو متواضع٬ وعمل في صناعة الجرار الفخارية الضخمة التي كان اليهود، الذين لم يعودوا يهودا٬ يخزنون فيها زيت الزيتون والنبيذ ويبيعونها

source https://qrtopa.com/book/15520

البيت الذهبي

إن رواية البيت الذهبي التي تضج بالأحداث السياسية والثقافية في أمريكا، تشكل انتصاراً لعودة سلمان رشدي إلى الواقعية، التي أسفرت عن ملحمة عصرية مليئة بالحب والإرهاب، بالفقدان والتجديد - إنها رواية قوية وجريئة تمنح سلمان رشدي قوة ينير بها عصرنا المظلم الجديد. إنها ملحمة تطرح الأسئلة الأبدية عن البشر وأحوالهم: هل يمكن أن يكون المرء صالحاً وشريراً في وقت واحد؟ هل العائلة قدر؟ هل يلاحقنا الماضي باستمرار؟ في عصر الاستقطاب إلى التطرف، هل نستطيع إيجاد أرضية مشتركة؟ هل سيبقى الطغاة بيننا إلى الأبد؟ هل ستتعلم البشرية ذات يوم؟ وهل تستطيع القصة والفن تنويرنا؟ وعندما تصل حكاية سلمان رشدي إلى ذروتها، تنهض الحياة ، كما هو دأبها، بعناد من بين الرماد، كما ينهض الحب.

source https://qrtopa.com/book/15519

الجيساس

في فجر التاريخ .. كان هناك حرب بين النور والظلام .. حرب شبت وأشعلت الثلوج على أطراف الأرض، وارتوت بفعلها رمال الصحراء اللاهبة .. وهو كان هناك ينتظر تلك اللحظة التي يَخرج فيها ويبدل كل شيء.

source https://qrtopa.com/book/15518

الجيساس

في فجر التاريخ .. كان هناك حرب بين النور والظلام .. حرب شبت وأشعلت الثلوج على أطراف الأرض، وارتوت بفعلها رمال الصحراء اللاهبة .. وهو كان هناك ينتظر تلك اللحظة التي يَخرج فيها ويبدل كل شيء.

source https://qrtopa.com/book/15517

ماما ميركل

يتناول الكاتب السوداني عماد البليك في روايته الجديدة «ماما ميركل» مآسي الهجرة غير النظامية في قالب سردي جمع بين تقنية الصورة ومسرحة الأحداث. وتجيء الرواية متزامنة مع الموت المجاني في البحار جراء مآسي الحروب والظروف الاقتصادية القاسية والاغتراب النفسي لمجموعة شخصيات تسكن العالم الثالث اختارت المجهول والمغامرة بحثا عن الأمان. تبدأ الرواية برسم مأساة فتاة سورية تدعي «رندا سليمان» تتعرض لعنف جسدي وتشاهد مقتل والديها علي يد جماعة مسلحة. وبعد معاناة شديدة تصل إلى ألمانيا مصابة بشلل جسدي وعقلي، وما بين صحوها ومنامها تمر عليها أحداث ماضية وتعيش في عالم غريب، لكنه أكثر أمانا من عالمها الحاضر. وتترابط خيوط الرواية سرديا بقصص لشخصيات من السودان وإرتيريا وليبيا والعراق تعيش في ألمانيا مآسي الماضي وخوف الحاضر، مع ما يسود في أوروبا من خطاب بعضه يحمل كراهية تجاه الأجانب، وآخر يرى في الوجود الأجنبي جزءا من خطاب تعددي حضاري. واعتمدت الرواية على حكي منفصل لكل شخصية، متناولة جغرافية الشتات والهروب نحو الغرب «الملوحة تفيض على الرمال، تغطس فيها الأقدام العارية، العديد من البشر يتجولون في الصباح الباكر من شتي بقاع الأرض، هنود، عرب، فلبينيون وأميركيون.. ليس لي أن أحدد من أين جاء كل واحد منهم، ولي أن أتفحص فقط ملامحهم، فوراء كل وجه حكاية مستترة». ويوضح الروائي عماد البليك دلالة «ماما ميركل»، حيث يشير الاسم إلى قضية الهجرة والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ليس بوصفها الشخصي، وإنما برمزيتها، حيث تدل كلمة «ماما» على الاحتضان والأمومة. وأشار البليك إلى أن مسؤولية الروائي ليس نقل الواقع كما، هو فالرواية فن والفن يعتمد على الواقع لكنه لا يحاكيه ولا ينقله. وتناولت الرواية نماذج إنسانية بعضها مثقف يبحث عن خلاص ذاتي، وأخرى أخرجها شظف العيش وعنت السلطات في بلادهم، فـ»رندا» السورية و»أميلدا» السودانية و»جعفر» السوداني و»اللاجئ» الإرتيري و»المتطرف» كلهم جمع بينهم غياب الوطن والبحث عن البديل.

source https://qrtopa.com/book/15516

سنتان وثمانية شهور وثمان وعشرون ليلة

عاش الفيلسوف الذي لم يعد يسمح له بشرح فلسفته في بيت متواضع ذي نوافذ صغيرة في زقاق ضيق غير معبّد٬ وقد سبب له عدم وجود ضوء كاف ضيقا شديدا.. وأقام ابن رشد عيادة طبية في البناية٬ وتوافد عليه المرضي بسبب سمعته ومنزلته كطبيب سابق للخليفة، واستخدم كل ما يملكه من مال في ممارسة تجارة الخيول على نحو متواضع٬ وعمل في صناعة الجرار الفخارية الضخمة التي كان اليهود، الذين لم يعودوا يهودا٬ يخزنون فيها زيت الزيتون والنبيذ ويبيعونها Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

البيت الذهبي

إن رواية البيت الذهبي التي تضج بالأحداث السياسية والثقافية في أمريكا، تشكل انتصاراً لعودة سلمان رشدي إلى الواقعية، التي أسفرت عن ملحمة عصرية مليئة بالحب والإرهاب، بالفقدان والتجديد - إنها رواية قوية وجريئة تمنح سلمان رشدي قوة ينير بها عصرنا المظلم الجديد. إنها ملحمة تطرح الأسئلة الأبدية عن البشر وأحوالهم: هل يمكن أن يكون المرء صالحاً وشريراً في وقت واحد؟ هل العائلة قدر؟ هل يلاحقنا الماضي باستمرار؟ في عصر الاستقطاب إلى التطرف، هل نستطيع إيجاد أرضية مشتركة؟ هل سيبقى الطغاة بيننا إلى الأبد؟ هل ستتعلم البشرية ذات يوم؟ وهل تستطيع القصة والفن تنويرنا؟ وعندما تصل حكاية سلمان رشدي إلى ذروتها، تنهض الحياة ، كما هو دأبها، بعناد من بين الرماد، كما ينهض الحب. Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

الجيساس

في فجر التاريخ .. كان هناك حرب بين النور والظلام .. حرب شبت وأشعلت الثلوج على أطراف الأرض، وارتوت بفعلها رمال الصحراء اللاهبة .. وهو كان هناك ينتظر تلك اللحظة التي يَخرج فيها ويبدل كل شيء. Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

الجيساس

في فجر التاريخ .. كان هناك حرب بين النور والظلام .. حرب شبت وأشعلت الثلوج على أطراف الأرض، وارتوت بفعلها رمال الصحراء اللاهبة .. وهو كان هناك ينتظر تلك اللحظة التي يَخرج فيها ويبدل كل شيء. Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

ماما ميركل

يتناول الكاتب السوداني عماد البليك في روايته الجديدة «ماما ميركل» مآسي الهجرة غير النظامية في قالب سردي جمع بين تقنية الصورة ومسرحة الأحداث. وتجيء الرواية متزامنة مع الموت المجاني في البحار جراء مآسي الحروب والظروف الاقتصادية القاسية والاغتراب النفسي لمجموعة شخصيات تسكن العالم الثالث اختارت المجهول والمغامرة بحثا عن الأمان. تبدأ الرواية برسم مأساة فتاة سورية تدعي «رندا سليمان» تتعرض لعنف جسدي وتشاهد مقتل والديها علي يد جماعة مسلحة. وبعد معاناة شديدة تصل إلى ألمانيا مصابة بشلل جسدي وعقلي، وما بين صحوها ومنامها تمر عليها أحداث ماضية وتعيش في عالم غريب، لكنه أكثر أمانا من عالمها الحاضر. وتترابط خيوط الرواية سرديا بقصص لشخصيات من السودان وإرتيريا وليبيا والعراق تعيش في ألمانيا مآسي الماضي وخوف الحاضر، مع ما يسود في أوروبا من خطاب بعضه يحمل كراهية تجاه الأجانب، وآخر يرى في الوجود الأجنبي جزءا من خطاب تعددي حضاري. واعتمدت الرواية على حكي منفصل لكل شخصية، متناولة جغرافية الشتات والهروب نحو الغرب «الملوحة تفيض على الرمال، تغطس فيها الأقدام العارية، العديد من البشر يتجولون في الصباح الباكر من شتي بقاع الأرض، هنود، عرب، فلبينيون وأميركيون.. ليس لي أن أحدد من أين جاء كل واحد منهم، ولي أن أتفحص فقط ملامحهم، فوراء كل وجه حكاية مستترة». ويوضح الروائي عماد البليك دلالة «ماما ميركل»، حيث يشير الاسم إلى قضية الهجرة والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ليس بوصفها الشخصي، وإنما برمزيتها، حيث تدل كلمة «ماما» على الاحتضان والأمومة. وأشار البليك إلى أن مسؤولية الروائي ليس نقل الواقع كما، هو فالرواية فن والفن يعتمد على الواقع لكنه لا يحاكيه ولا ينقله. وتناولت الرواية نماذج إنسانية بعضها مثقف يبحث عن خلاص ذاتي، وأخرى أخرجها شظف العيش وعنت السلطات في بلادهم، فـ»رندا» السورية و»أميلدا» السودانية و»جعفر» السوداني و»اللاجئ» الإرتيري و»المتطرف» كلهم جمع بينهم غياب الوطن والبحث عن البديل. Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

سنتان وثمانية شهور وثمان وعشرون ليلة

عاش الفيلسوف الذي لم يعد يسمح له بشرح فلسفته في بيت متواضع ذي نوافذ صغيرة في زقاق ضيق غير معبّد٬ وقد سبب له عدم وجود ضوء كاف ضيقا شديدا.. وأقام ابن رشد عيادة طبية في البناية٬ وتوافد عليه المرضي بسبب سمعته ومنزلته كطبيب سابق للخليفة، واستخدم كل ما يملكه من مال في ممارسة تجارة الخيول على نحو متواضع٬ وعمل في صناعة الجرار الفخارية الضخمة التي كان اليهود، الذين لم يعودوا يهودا٬ يخزنون فيها زيت الزيتون والنبيذ ويبيعونها

البيت الذهبي

إن رواية البيت الذهبي التي تضج بالأحداث السياسية والثقافية في أمريكا، تشكل انتصاراً لعودة سلمان رشدي إلى الواقعية، التي أسفرت عن ملحمة عصرية مليئة بالحب والإرهاب، بالفقدان والتجديد - إنها رواية قوية وجريئة تمنح سلمان رشدي قوة ينير بها عصرنا المظلم الجديد. إنها ملحمة تطرح الأسئلة الأبدية عن البشر وأحوالهم: هل يمكن أن يكون المرء صالحاً وشريراً في وقت واحد؟ هل العائلة قدر؟ هل يلاحقنا الماضي باستمرار؟ في عصر الاستقطاب إلى التطرف، هل نستطيع إيجاد أرضية مشتركة؟ هل سيبقى الطغاة بيننا إلى الأبد؟ هل ستتعلم البشرية ذات يوم؟ وهل تستطيع القصة والفن تنويرنا؟ وعندما تصل حكاية سلمان رشدي إلى ذروتها، تنهض الحياة ، كما هو دأبها، بعناد من بين الرماد، كما ينهض الحب.

الجيساس

في فجر التاريخ .. كان هناك حرب بين النور والظلام .. حرب شبت وأشعلت الثلوج على أطراف الأرض، وارتوت بفعلها رمال الصحراء اللاهبة .. وهو كان هناك ينتظر تلك اللحظة التي يَخرج فيها ويبدل كل شيء.

الجيساس

في فجر التاريخ .. كان هناك حرب بين النور والظلام .. حرب شبت وأشعلت الثلوج على أطراف الأرض، وارتوت بفعلها رمال الصحراء اللاهبة .. وهو كان هناك ينتظر تلك اللحظة التي يَخرج فيها ويبدل كل شيء.

ماما ميركل

يتناول الكاتب السوداني عماد البليك في روايته الجديدة «ماما ميركل» مآسي الهجرة غير النظامية في قالب سردي جمع بين تقنية الصورة ومسرحة الأحداث. وتجيء الرواية متزامنة مع الموت المجاني في البحار جراء مآسي الحروب والظروف الاقتصادية القاسية والاغتراب النفسي لمجموعة شخصيات تسكن العالم الثالث اختارت المجهول والمغامرة بحثا عن الأمان. تبدأ الرواية برسم مأساة فتاة سورية تدعي «رندا سليمان» تتعرض لعنف جسدي وتشاهد مقتل والديها علي يد جماعة مسلحة. وبعد معاناة شديدة تصل إلى ألمانيا مصابة بشلل جسدي وعقلي، وما بين صحوها ومنامها تمر عليها أحداث ماضية وتعيش في عالم غريب، لكنه أكثر أمانا من عالمها الحاضر. وتترابط خيوط الرواية سرديا بقصص لشخصيات من السودان وإرتيريا وليبيا والعراق تعيش في ألمانيا مآسي الماضي وخوف الحاضر، مع ما يسود في أوروبا من خطاب بعضه يحمل كراهية تجاه الأجانب، وآخر يرى في الوجود الأجنبي جزءا من خطاب تعددي حضاري. واعتمدت الرواية على حكي منفصل لكل شخصية، متناولة جغرافية الشتات والهروب نحو الغرب «الملوحة تفيض على الرمال، تغطس فيها الأقدام العارية، العديد من البشر يتجولون في الصباح الباكر من شتي بقاع الأرض، هنود، عرب، فلبينيون وأميركيون.. ليس لي أن أحدد من أين جاء كل واحد منهم، ولي أن أتفحص فقط ملامحهم، فوراء كل وجه حكاية مستترة». ويوضح الروائي عماد البليك دلالة «ماما ميركل»، حيث يشير الاسم إلى قضية الهجرة والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ليس بوصفها الشخصي، وإنما برمزيتها، حيث تدل كلمة «ماما» على الاحتضان والأمومة. وأشار البليك إلى أن مسؤولية الروائي ليس نقل الواقع كما، هو فالرواية فن والفن يعتمد على الواقع لكنه لا يحاكيه ولا ينقله. وتناولت الرواية نماذج إنسانية بعضها مثقف يبحث عن خلاص ذاتي، وأخرى أخرجها شظف العيش وعنت السلطات في بلادهم، فـ»رندا» السورية و»أميلدا» السودانية و»جعفر» السوداني و»اللاجئ» الإرتيري و»المتطرف» كلهم جمع بينهم غياب الوطن والبحث عن البديل.

الأحد، 5 يوليو 2020

شيبتني بغداد

رواية تأخذك في عالم بغداد المخيف والمثير من خلال رحلة معاناة لمهندس أردني أثناء رحلته لإكتشاف نفسه ببغداد وعلاقته المعقدة مع إمرأتان ورجلان ما بين حب وحقد

source https://qrtopa.com/book/15515

امرأة تكسر الظهر

مجموعة امرأة تكسر الظهر دمشق 1994 مجموعة قصصية ساخرة

source https://qrtopa.com/book/15514

الثورات العربية

نوال السعداوي التي تطرَّقت إلى كل الموضوعات الساخنة والمحظورة والمثيرة للجدل على مدى ستّين عاماً والتي دفعت جهات كثيرة إلى ملاحقتها ومضايقتها واعتقالها، وحتى هدر دمها، هي نفسها تمعنُ في جرأتها من جديد.. تتحدث عن حلمها بالثورة منذ طفولتها، وعن مشاركتها الفعلية فيها، حين اندلعت. تطرح آراءها في الربيع العربي الموعود وخريفه المنتظر... تحاكم محاكمة حسني مبارك، شاهدة وقاضية.. تشرّح خطاب مرسي، وتغوص في الدستور الجديد. تعود إلى المرأة، وتحدّد موقعها في ظلّ المتغيّرات، وتشدّد على نزع حجاب العقل عنها، وعلى ثورتها المزدوجة. توسّع دائرة الضوء على التزوير في الانتخابات ومن وراءه.. - تُطلق النار على أميركا اللاعب الأكبر والأخطر، وعلى دول النفط. - تستحضر أكثر ذكرياتها طرافة وحرجاً وإحراجاً يوم سُجنت ويوم ترشّحت للانتخابات الرئاسية في وجه مبارك. - تُصدر أحكامها على الديموقراطيات المصدّرة خصيصاً لدور الشرق.. - "نوال السعداوي والثورات العربية" كتاب يلخص كل ما له علاقة بالثورة، ولا يقف مطلقاً عند حدود مصر.

source https://qrtopa.com/book/15513

شيبتني بغداد

رواية تأخذك في عالم بغداد المخيف والمثير من خلال رحلة معاناة لمهندس أردني أثناء رحلته لإكتشاف نفسه ببغداد وعلاقته المعقدة مع إمرأتان ورجلان ما بين حب وحقد Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

امرأة تكسر الظهر

مجموعة امرأة تكسر الظهر دمشق 1994 مجموعة قصصية ساخرة Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

الثورات العربية

نوال السعداوي التي تطرَّقت إلى كل الموضوعات الساخنة والمحظورة والمثيرة للجدل على مدى ستّين عاماً والتي دفعت جهات كثيرة إلى ملاحقتها ومضايقتها واعتقالها، وحتى هدر دمها، هي نفسها تمعنُ في جرأتها من جديد.. تتحدث عن حلمها بالثورة منذ طفولتها، وعن مشاركتها الفعلية فيها، حين اندلعت. تطرح آراءها في الربيع العربي الموعود وخريفه المنتظر... تحاكم محاكمة حسني مبارك، شاهدة وقاضية.. تشرّح خطاب مرسي، وتغوص في الدستور الجديد. تعود إلى المرأة، وتحدّد موقعها في ظلّ المتغيّرات، وتشدّد على نزع حجاب العقل عنها، وعلى ثورتها المزدوجة. توسّع دائرة الضوء على التزوير في الانتخابات ومن وراءه.. - تُطلق النار على أميركا اللاعب الأكبر والأخطر، وعلى دول النفط. - تستحضر أكثر ذكرياتها طرافة وحرجاً وإحراجاً يوم سُجنت ويوم ترشّحت للانتخابات الرئاسية في وجه مبارك. - تُصدر أحكامها على الديموقراطيات المصدّرة خصيصاً لدور الشرق.. - "نوال السعداوي والثورات العربية" كتاب يلخص كل ما له علاقة بالثورة، ولا يقف مطلقاً عند حدود مصر. Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

شيبتني بغداد

رواية تأخذك في عالم بغداد المخيف والمثير من خلال رحلة معاناة لمهندس أردني أثناء رحلته لإكتشاف نفسه ببغداد وعلاقته المعقدة مع إمرأتان ورجلان ما بين حب وحقد

امرأة تكسر الظهر

مجموعة امرأة تكسر الظهر دمشق 1994 مجموعة قصصية ساخرة

الثورات العربية

نوال السعداوي التي تطرَّقت إلى كل الموضوعات الساخنة والمحظورة والمثيرة للجدل على مدى ستّين عاماً والتي دفعت جهات كثيرة إلى ملاحقتها ومضايقتها واعتقالها، وحتى هدر دمها، هي نفسها تمعنُ في جرأتها من جديد.. تتحدث عن حلمها بالثورة منذ طفولتها، وعن مشاركتها الفعلية فيها، حين اندلعت. تطرح آراءها في الربيع العربي الموعود وخريفه المنتظر... تحاكم محاكمة حسني مبارك، شاهدة وقاضية.. تشرّح خطاب مرسي، وتغوص في الدستور الجديد. تعود إلى المرأة، وتحدّد موقعها في ظلّ المتغيّرات، وتشدّد على نزع حجاب العقل عنها، وعلى ثورتها المزدوجة. توسّع دائرة الضوء على التزوير في الانتخابات ومن وراءه.. - تُطلق النار على أميركا اللاعب الأكبر والأخطر، وعلى دول النفط. - تستحضر أكثر ذكرياتها طرافة وحرجاً وإحراجاً يوم سُجنت ويوم ترشّحت للانتخابات الرئاسية في وجه مبارك. - تُصدر أحكامها على الديموقراطيات المصدّرة خصيصاً لدور الشرق.. - "نوال السعداوي والثورات العربية" كتاب يلخص كل ما له علاقة بالثورة، ولا يقف مطلقاً عند حدود مصر.

حكى لي الأخرس

حكى لي الأخرس خطيب بدله حكى لي الأخرس، قال: كنت، كسائر عبيد الله، وأمَاتِهِ، خرساناً، ومتوكلاً على الله. مثل القرد الصيني: لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم. أمشي، إن مشيت، في ظل الحائط... (لا أبوك ولا أبو الشيطان). أعمل، آكل، أشرب، أنام... كحمار أعجم. عندما كنت صغيراً، وكنت على وشك أن أتعلم النطق، فاجأني أبي بقوله: - الرجل، يا بني، هو الذي يكفي الناس خيره وشره. قلت: أبي لا يغشني. وخرست. لكنني اكتشفت، بعد فوات الأوان ربما، ويا للغبن، أنني أكفيهم شري فقط... بينما هم دائبون على ابتداع الطرق والوسائل التي تمكنهم من سحب خيري، حتى صار وجهي بعرض إصبعين. ومع ذلك بقيت أخرس. وفي ليلة ما فيها ضوء قمر، جاء الناطقون. قالوا: تفضل معنا. فتلتُ أصابعي مستفسراً، إلى أين؟ قالوا: لا تخف، ألستَ أخرساً؟ فهززت رأسي: بلى. قالوا: لماذا أنت خائف إذاً؟ إنه مجرد فحص دوري نجريه للخُرسان، لنتأكد من أنهم مايزالون كذلك. أخذوني. وضعوني في غرفة مظلمة، وأقفلوا الباب. مر زمن طويل... وبينما أنا سارح، أفكر في احتمالات المسألة، إذ جاءتني لسعة سوط. صحت آ... فقال أحدهم للآخر: ها قد لفظ حرف آ..تابع اختباره. فنقلوني إلى مكان معتم بارد. نويت أن لا أصيح (آ) مهما ضربوني. دخل البرد في عظامي، وأخذت أسناني تصطك: بببببببب.... ب ب ب... فقال أحدهم للآخر: لفظ الباء...تابع اختباره. وهكذا تعلمت الأبجدية. شكراً لهم، وأنا سأحكي... ــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجموعة حكى لي الأخرس 1987

source https://qrtopa.com/book/15512

حكى لي الأخرس

حكى لي الأخرس خطيب بدله حكى لي الأخرس، قال: كنت، كسائر عبيد الله، وأمَاتِهِ، خرساناً، ومتوكلاً على الله. مثل القرد الصيني: لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم. أمشي، إن مشيت، في ظل الحائط... (لا أبوك ولا أبو الشيطان). أعمل، آكل، أشرب، أنام... كحمار أعجم. عندما كنت صغيراً، وكنت على وشك أن أتعلم النطق، فاجأني أبي بقوله: - الرجل، يا بني، هو الذي يكفي الناس خيره وشره. قلت: أبي لا يغشني. وخرست. لكنني اكتشفت، بعد فوات الأوان ربما، ويا للغبن، أنني أكفيهم شري فقط... بينما هم دائبون على ابتداع الطرق والوسائل التي تمكنهم من سحب خيري، حتى صار وجهي بعرض إصبعين. ومع ذلك بقيت أخرس. وفي ليلة ما فيها ضوء قمر، جاء الناطقون. قالوا: تفضل معنا. فتلتُ أصابعي مستفسراً، إلى أين؟ قالوا: لا تخف، ألستَ أخرساً؟ فهززت رأسي: بلى. قالوا: لماذا أنت خائف إذاً؟ إنه مجرد فحص دوري نجريه للخُرسان، لنتأكد من أنهم مايزالون كذلك. أخذوني. وضعوني في غرفة مظلمة، وأقفلوا الباب. مر زمن طويل... وبينما أنا سارح، أفكر في احتمالات المسألة، إذ جاءتني لسعة سوط. صحت آ... فقال أحدهم للآخر: ها قد لفظ حرف آ..تابع اختباره. فنقلوني إلى مكان معتم بارد. نويت أن لا أصيح (آ) مهما ضربوني. دخل البرد في عظامي، وأخذت أسناني تصطك: بببببببب.... ب ب ب... فقال أحدهم للآخر: لفظ الباء...تابع اختباره. وهكذا تعلمت الأبجدية. شكراً لهم، وأنا سأحكي... ــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجموعة حكى لي الأخرس 1987 Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

حكى لي الأخرس

حكى لي الأخرس خطيب بدله حكى لي الأخرس، قال: كنت، كسائر عبيد الله، وأمَاتِهِ، خرساناً، ومتوكلاً على الله. مثل القرد الصيني: لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم. أمشي، إن مشيت، في ظل الحائط... (لا أبوك ولا أبو الشيطان). أعمل، آكل، أشرب، أنام... كحمار أعجم. عندما كنت صغيراً، وكنت على وشك أن أتعلم النطق، فاجأني أبي بقوله: - الرجل، يا بني، هو الذي يكفي الناس خيره وشره. قلت: أبي لا يغشني. وخرست. لكنني اكتشفت، بعد فوات الأوان ربما، ويا للغبن، أنني أكفيهم شري فقط... بينما هم دائبون على ابتداع الطرق والوسائل التي تمكنهم من سحب خيري، حتى صار وجهي بعرض إصبعين. ومع ذلك بقيت أخرس. وفي ليلة ما فيها ضوء قمر، جاء الناطقون. قالوا: تفضل معنا. فتلتُ أصابعي مستفسراً، إلى أين؟ قالوا: لا تخف، ألستَ أخرساً؟ فهززت رأسي: بلى. قالوا: لماذا أنت خائف إذاً؟ إنه مجرد فحص دوري نجريه للخُرسان، لنتأكد من أنهم مايزالون كذلك. أخذوني. وضعوني في غرفة مظلمة، وأقفلوا الباب. مر زمن طويل... وبينما أنا سارح، أفكر في احتمالات المسألة، إذ جاءتني لسعة سوط. صحت آ... فقال أحدهم للآخر: ها قد لفظ حرف آ..تابع اختباره. فنقلوني إلى مكان معتم بارد. نويت أن لا أصيح (آ) مهما ضربوني. دخل البرد في عظامي، وأخذت أسناني تصطك: بببببببب.... ب ب ب... فقال أحدهم للآخر: لفظ الباء...تابع اختباره. وهكذا تعلمت الأبجدية. شكراً لهم، وأنا سأحكي... ــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجموعة حكى لي الأخرس 1987

الساخرون، نماذج من القصة الساخرة في سورية

ظهرت القصة الساخرة في سورية أول ما ظهرت في مطلع الخمسينات، وقد أحب الناس هذا اللون القصصي كثيراً. أما الوسط الثقافي فقد تحفظ على هذا اللون في حينه، ثم اتضح له، أن تحفظه لم يكن في محله، ومنذ ذلك الحين ظهر عدد لا يستهان به من كتاب الفصة الساخرة في سورية، ويسعى هذا الكتاب إلى تقديم نماذج للقصة الساخرة في سورية، وهذه النماذج قد تنفع الدارسين وقد لا تنفعهم، ولكنه، في كل الأحوال، يهدف إلى إمتاع القارئ وإفادته

source https://qrtopa.com/book/15511

الساخرون، نماذج من القصة الساخرة في سورية

ظهرت القصة الساخرة في سورية أول ما ظهرت في مطلع الخمسينات، وقد أحب الناس هذا اللون القصصي كثيراً. أما الوسط الثقافي فقد تحفظ على هذا اللون في حينه، ثم اتضح له، أن تحفظه لم يكن في محله، ومنذ ذلك الحين ظهر عدد لا يستهان به من كتاب الفصة الساخرة في سورية، ويسعى هذا الكتاب إلى تقديم نماذج للقصة الساخرة في سورية، وهذه النماذج قد تنفع الدارسين وقد لا تنفعهم، ولكنه، في كل الأحوال، يهدف إلى إمتاع القارئ وإفادته Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

الساخرون، نماذج من القصة الساخرة في سورية

ظهرت القصة الساخرة في سورية أول ما ظهرت في مطلع الخمسينات، وقد أحب الناس هذا اللون القصصي كثيراً. أما الوسط الثقافي فقد تحفظ على هذا اللون في حينه، ثم اتضح له، أن تحفظه لم يكن في محله، ومنذ ذلك الحين ظهر عدد لا يستهان به من كتاب الفصة الساخرة في سورية، ويسعى هذا الكتاب إلى تقديم نماذج للقصة الساخرة في سورية، وهذه النماذج قد تنفع الدارسين وقد لا تنفعهم، ولكنه، في كل الأحوال، يهدف إلى إمتاع القارئ وإفادته

قصص وحكايات وطرائف من عصر الديكتاتورية في سورية

حُكمت سورية منذ استيلاء الجنرال حافظ الأسد على السلطة يوم «16/11/1970» وحتى تاريخ تحرير هذا الكتاب، من خلال تحالف قوتين جبارتين هما: قوةُ الأجهزة الأمنية التابعة لمجموعة الأسر الحاكمة، وقوة الإعلام.. فالأجهزةُ الأمنية تُرَاقِبُ، وتتنصت، وتَعْتَقِلُ، وتَسْجُنُ إلى آجال غير مسماة، وتُطَارِدُ، وتُشَرِّد، وتُصَفِّي، وتَقْتُل، وتُمَثِّلُ بجثث المواطنين السوريين المعترضين على هذا النهج،.. والأجهزةُ الإعلاميةُ تختلقُ الأكاذيب التي تموه الحقائق، وتَخترع و«تُفَبْرِكُ» أكاذيبَ موازيةً لها، وتحاولُ، من خلال هذه الأكاذيب، إيهامَ الرأي العام، في الداخل والخارج، بأن «النظام» بريء مما حصل، وأن ثمة قوى وَ.. جِهَات أخرى تقصدت ارتكابَ تلك الأفعال، تنفيذاً لمؤامرات و«أجندات» استعمارية خارجية، ورجعية داخلية مرتبطة بالخارج، لكي تسيء للشعب، والقيادة الحكيمة في آن معاً. ولأجل تحقيق هذه المعادلة التسلطية، القائمة على كذب مكشوف غير مشوب بأية شائبة من صدق، فقد عمدت السلطة «الأمنية/ الإعلامية» إلى التعتيم الإعلامي الشامل، ومنع أي إعلام خارجي حر من دخول البلاد، وحَصَرَتْ عملية السماح بإنشاء مؤسسات إعلامية داخلية خاصة برجال تثق بهم، أغلبُهم مسؤولون متقاعدون، أو أبناءُ ضباط أمنيين سابقين مشهود لهم بالولاء للنظام،.. وحتى المراسلون الذين تعتمدهم الصحف والمحطات التلفزيونية العربية والعالمية فلا يمكن لهم أن يعملوا في سورية إذا لم يكن معهم «o.k» ليس من وزارة الإعلام السورية، وإنما من إدارة المخابرات العامة، أو أية جهة أمنية كبيرة أخرى” (ص 8-9)

source https://qrtopa.com/book/15510

قصص وحكايات وطرائف من عصر الديكتاتورية في سورية

حُكمت سورية منذ استيلاء الجنرال حافظ الأسد على السلطة يوم «16/11/1970» وحتى تاريخ تحرير هذا الكتاب، من خلال تحالف قوتين جبارتين هما: قوةُ الأجهزة الأمنية التابعة لمجموعة الأسر الحاكمة، وقوة الإعلام.. فالأجهزةُ الأمنية تُرَاقِبُ، وتتنصت، وتَعْتَقِلُ، وتَسْجُنُ إلى آجال غير مسماة، وتُطَارِدُ، وتُشَرِّد، وتُصَفِّي، وتَقْتُل، وتُمَثِّلُ بجثث المواطنين السوريين المعترضين على هذا النهج،.. والأجهزةُ الإعلاميةُ تختلقُ الأكاذيب التي تموه الحقائق، وتَخترع و«تُفَبْرِكُ» أكاذيبَ موازيةً لها، وتحاولُ، من خلال هذه الأكاذيب، إيهامَ الرأي العام، في الداخل والخارج، بأن «النظام» بريء مما حصل، وأن ثمة قوى وَ.. جِهَات أخرى تقصدت ارتكابَ تلك الأفعال، تنفيذاً لمؤامرات و«أجندات» استعمارية خارجية، ورجعية داخلية مرتبطة بالخارج، لكي تسيء للشعب، والقيادة الحكيمة في آن معاً. ولأجل تحقيق هذه المعادلة التسلطية، القائمة على كذب مكشوف غير مشوب بأية شائبة من صدق، فقد عمدت السلطة «الأمنية/ الإعلامية» إلى التعتيم الإعلامي الشامل، ومنع أي إعلام خارجي حر من دخول البلاد، وحَصَرَتْ عملية السماح بإنشاء مؤسسات إعلامية داخلية خاصة برجال تثق بهم، أغلبُهم مسؤولون متقاعدون، أو أبناءُ ضباط أمنيين سابقين مشهود لهم بالولاء للنظام،.. وحتى المراسلون الذين تعتمدهم الصحف والمحطات التلفزيونية العربية والعالمية فلا يمكن لهم أن يعملوا في سورية إذا لم يكن معهم «o.k» ليس من وزارة الإعلام السورية، وإنما من إدارة المخابرات العامة، أو أية جهة أمنية كبيرة أخرى” (ص 8-9) Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

قصص وحكايات وطرائف من عصر الديكتاتورية في سورية

حُكمت سورية منذ استيلاء الجنرال حافظ الأسد على السلطة يوم «16/11/1970» وحتى تاريخ تحرير هذا الكتاب، من خلال تحالف قوتين جبارتين هما: قوةُ الأجهزة الأمنية التابعة لمجموعة الأسر الحاكمة، وقوة الإعلام.. فالأجهزةُ الأمنية تُرَاقِبُ، وتتنصت، وتَعْتَقِلُ، وتَسْجُنُ إلى آجال غير مسماة، وتُطَارِدُ، وتُشَرِّد، وتُصَفِّي، وتَقْتُل، وتُمَثِّلُ بجثث المواطنين السوريين المعترضين على هذا النهج،.. والأجهزةُ الإعلاميةُ تختلقُ الأكاذيب التي تموه الحقائق، وتَخترع و«تُفَبْرِكُ» أكاذيبَ موازيةً لها، وتحاولُ، من خلال هذه الأكاذيب، إيهامَ الرأي العام، في الداخل والخارج، بأن «النظام» بريء مما حصل، وأن ثمة قوى وَ.. جِهَات أخرى تقصدت ارتكابَ تلك الأفعال، تنفيذاً لمؤامرات و«أجندات» استعمارية خارجية، ورجعية داخلية مرتبطة بالخارج، لكي تسيء للشعب، والقيادة الحكيمة في آن معاً. ولأجل تحقيق هذه المعادلة التسلطية، القائمة على كذب مكشوف غير مشوب بأية شائبة من صدق، فقد عمدت السلطة «الأمنية/ الإعلامية» إلى التعتيم الإعلامي الشامل، ومنع أي إعلام خارجي حر من دخول البلاد، وحَصَرَتْ عملية السماح بإنشاء مؤسسات إعلامية داخلية خاصة برجال تثق بهم، أغلبُهم مسؤولون متقاعدون، أو أبناءُ ضباط أمنيين سابقين مشهود لهم بالولاء للنظام،.. وحتى المراسلون الذين تعتمدهم الصحف والمحطات التلفزيونية العربية والعالمية فلا يمكن لهم أن يعملوا في سورية إذا لم يكن معهم «o.k» ليس من وزارة الإعلام السورية، وإنما من إدارة المخابرات العامة، أو أية جهة أمنية كبيرة أخرى” (ص 8-9)

السبت، 4 يوليو 2020

التراجيديا السورية : الثورة وأعداؤها

يرسم هذا الكتاب بانوراما كاملة للثورة السورية، وذلك بعد أن يحدد الكاتب مداخله التي تشكل لنا مفاتيحاً لفهم الثورة السورية، فيعود للأساسات الأولى التي تجعل عملية التفكير بما جرى، أكثر وضوحاً "هل نفهم الثورة السورية بذاتها، أو نفهمها عبر انعكاسها الخارجي، ومواقف القوى الخارجية منها؟ هل نفهمها كنتاج تكوين اقتصادي طبقي داخلي، أو كانعكاس لسياسات الآخرين، وللأوضاع الدولية؟ وبعد أن يحدد مستويات أساسية وهامة لتنظيم عملية التفكير وقراءة الأحداث دون الخلط والتجاوز بين هذه المستويات، أو التركيز على بعضها وتجاهل بعضها الآخر. "المستوى الأول هو الجذر، وهو الأساس، ويتعلق بالتكوين الاقتصادي الطبقي، وهل أن الثورة هي نتيجة تفاقم الصراع الطبقي على ضوء التمايز الهائل بين أقلية نهبت ومركزت الثروة، وأغلبية أُفقرت؟ هنا نحن نلمس وضع «الناس»، ظروف معيشتهم ومقدرتهم على العيش. المستوى الثاني يتعلق بالتعبير السياسي عن الشعب، هل أن المعارضة هي جزء من الشعب، وتعبّر في سياساتها وفاعليتها عنه؟ أم أنها منعزلة، ولا تتلمّس مشكلات الشعب، بل تعبّر عن مصالح نخب منعزلة؟ المستوى الثالث يتعلق بوضع السلطة، طابعها الطبقي وتكوينها، وكيف أنها تمثّل فئة مافياوية تنهب وتمركز الثروة، وبالتالي تدافع عن مصالحها، ولا تمتلك المرونة؛ لكي تتنازل أو تقدّم حلولاً للمشكلات المجتمعية. المستوى الرابع يتعلق بالتوضع العالمي لسورية، وأثر ذلك في الموقف من الثورة، وهل أن الخلاف مع السلطة يستتبع - حتماً - دعم الثورة، أو أن الثورة هي الشرّ الذي يخيف الرأسمالية والنظم المافياوية؟ هنا ليست التصريحات هي التي تحدد المواقف، بل الممارسة، وبالتالي لا بد من فهم جوهر مواقف الدول الإمبريالية، والنظم النفطية والمافياوية. المستوى الخامس يتعلق بفهم مسار الثورة، وكل التدخّلات والتداخلات التي شهدتها، ويمكن أن تشهدها. وبفهم طبيعة الفئات التي تخوضها، من حيث وعيها ومصالحها، والشعارات التي ترفع، والمطالب المطروحة." كل هذا في المدخل المطول الذي وضعه الكاتب ليذهب الكتاب بعدها في ثلاثة أجزاء. يناقش الأول منها النظام والثورة كلّاً على حده أولاً، وثم علاقتهما مع بعضهما البعض. ويذهب الجزء الثاني لتحديد مسارات الثورة السورية، فيناقش قضايا مثل الأسلمة والتسليح وصولاً إلى مأزقها التراجيدي. ويأتي الجزء الثالث ليناقش أزمة الثورة السورية، وطرح فيه سؤالا من قبيل: هل في سورية ثورة؟؛ وينتهي هذا الجزء بفصلٍ يناقش الثورة والاستعصاء الثوري في سورية. وبعدها تأتي خاتمة الكتاب والتي تحاول من أجل إعادة نظر شاملة في الثورة السورية، التراجيديا. كلمة الغلاف فعَّلت الثورات في تونس ومصر الحراك السوري، الذي تعاطف معها، ومن ثم السعي لصنع ثورة. وساعد ما حدث في درعا، من عنف في مواجه مطالب شعبية، على أن تنفجر الثورة. لكن هذه الثورات فعَّلت أيضاً عنف النظام السوري الذي رأى كيف يتهاوى رؤساء أمام حشود الملايين، الأمر الذي جعله يحسم منذ البدء بمنع كل تجمع بكل العنف الممكن. كذلك استثارت الثورات أيضاً نظماً إقليمية، بدرجات متفاوتة القوة، فأصبحت تلك النظم معنية بوقف هذا الزحف المخيف، الذي يتضخّم يوماً بعد. وكذلك استثارت النظم الرأسماليةَ، التي أشَّرت أزمة 2008 الاقتصادية، التي لم يكن ممكناً حلها، أنها في وضع صعب ينذر بانفجار عالمي كبير، توحي الأزمة وتوابعها أنه بات محتماً. ولهذا كان عليها أن تنشط من أجل إخماد تلك الثورات بكل الأشكال الممكنة. كل ذلك كان يعني التوافق مع النظام علناً أو سراً، والشغل على تشويه الثورة عبر تحويلها إلى صراعات «طائفية»، و«حرب أهلية»، و«نزاع مسلح». ومن ثم الانتقال إلى «الحرب ضد الإرهاب» بعد تسريب مجموعات من تنظيم القاعدة وتشكيل داعش. كل تلك النظم، من النظام السوري والدول الإقليمية والإمبريالية الأميركية عملت على ذلك بتناسق كامل. فالأهم كان تدمير الثورة، وتحويلها إلى مجزرة تكون مثالاً لشعوب العالم التي تتحفز للثورة كي تتردد ولا تجرؤ على التحرك. كل ذلك هو الذي أنشأ التراجيديا السورية. من الكتاب فوضى الثورة تتّسع بالتالي، ويبدو الوضع وكأن “الثوار” سيتقاتلون. والأمور تسير نحو “الكفر” بالثورة. وإذا كانت السلطة تفشل في إنهاء الثورة، وتحقيق انتصارات عسكرية، وظهرت مكشوفة عارية بعد مسكها متلبّسة بجرم استخدام الأسلحة الكيماوية، فيبدو أن هناك مَن يريد قلب هزائمها انتصارات. داعش قرّرت السيطرة على المناطق التي خرجت عن سيطرة السلطة، وبدأت حملة لتصفية “الجيش الحر”، والكتائب المسلحة الأخرى، بما في ذلك جبهة النصرة “توأم روحها”. وبات كل الانتباه ينحو نحو كيف يمكن ردّ تغوّلها، ودرء معركتها. البعض يعدّ ممارستها خطأ فقط، والائتلاف يصدر بياناً هزيلاً، وآخرين استفاقوا متأخرين على الخطر الذي زرع بعد إكمال الثورة عامها الأول، والذي كان واضحاً أنه سوف يوصل إلى هذه النتيجة، لسببين، جرى التنبيه منهما منذ البدء، الأول هو أن “منطقها” (كمنطق كل “الجهاديين”) يقوم على “ملء الفراغ” بإقامة “دولة الخلافة” رغماً عن الشعب، وهذا ما يفرض أن تصطدم مع الشعب والقوى الأخرى بالضرورة، وبالتالي يقود إلى جرّ الثورة إلى متاهة تدمّرها. والثاني أنها (ككل “الجهاديين”) مخترقة لأجهزة مخابرات، أولها السلطة ذاتها التي تعاملت مع هذا النمط منذ زمن طويل، وروّضت العديد من عناصره، وزرعت فيه مَن يوجّه بما يخدم سياساتها. وكانت كل المعلومات توصّل إلى أن للسلطة يد في تشكيل “جبهة النصرة”، ومن ثم؛ داعش، كما أشرنا سابقاً.

source https://qrtopa.com/book/15509

التراجيديا السورية : الثورة وأعداؤها

يرسم هذا الكتاب بانوراما كاملة للثورة السورية، وذلك بعد أن يحدد الكاتب مداخله التي تشكل لنا مفاتيحاً لفهم الثورة السورية، فيعود للأساسات الأولى التي تجعل عملية التفكير بما جرى، أكثر وضوحاً "هل نفهم الثورة السورية بذاتها، أو نفهمها عبر انعكاسها الخارجي، ومواقف القوى الخارجية منها؟ هل نفهمها كنتاج تكوين اقتصادي طبقي داخلي، أو كانعكاس لسياسات الآخرين، وللأوضاع الدولية؟ وبعد أن يحدد مستويات أساسية وهامة لتنظيم عملية التفكير وقراءة الأحداث دون الخلط والتجاوز بين هذه المستويات، أو التركيز على بعضها وتجاهل بعضها الآخر. "المستوى الأول هو الجذر، وهو الأساس، ويتعلق بالتكوين الاقتصادي الطبقي، وهل أن الثورة هي نتيجة تفاقم الصراع الطبقي على ضوء التمايز الهائل بين أقلية نهبت ومركزت الثروة، وأغلبية أُفقرت؟ هنا نحن نلمس وضع «الناس»، ظروف معيشتهم ومقدرتهم على العيش. المستوى الثاني يتعلق بالتعبير السياسي عن الشعب، هل أن المعارضة هي جزء من الشعب، وتعبّر في سياساتها وفاعليتها عنه؟ أم أنها منعزلة، ولا تتلمّس مشكلات الشعب، بل تعبّر عن مصالح نخب منعزلة؟ المستوى الثالث يتعلق بوضع السلطة، طابعها الطبقي وتكوينها، وكيف أنها تمثّل فئة مافياوية تنهب وتمركز الثروة، وبالتالي تدافع عن مصالحها، ولا تمتلك المرونة؛ لكي تتنازل أو تقدّم حلولاً للمشكلات المجتمعية. المستوى الرابع يتعلق بالتوضع العالمي لسورية، وأثر ذلك في الموقف من الثورة، وهل أن الخلاف مع السلطة يستتبع - حتماً - دعم الثورة، أو أن الثورة هي الشرّ الذي يخيف الرأسمالية والنظم المافياوية؟ هنا ليست التصريحات هي التي تحدد المواقف، بل الممارسة، وبالتالي لا بد من فهم جوهر مواقف الدول الإمبريالية، والنظم النفطية والمافياوية. المستوى الخامس يتعلق بفهم مسار الثورة، وكل التدخّلات والتداخلات التي شهدتها، ويمكن أن تشهدها. وبفهم طبيعة الفئات التي تخوضها، من حيث وعيها ومصالحها، والشعارات التي ترفع، والمطالب المطروحة." كل هذا في المدخل المطول الذي وضعه الكاتب ليذهب الكتاب بعدها في ثلاثة أجزاء. يناقش الأول منها النظام والثورة كلّاً على حده أولاً، وثم علاقتهما مع بعضهما البعض. ويذهب الجزء الثاني لتحديد مسارات الثورة السورية، فيناقش قضايا مثل الأسلمة والتسليح وصولاً إلى مأزقها التراجيدي. ويأتي الجزء الثالث ليناقش أزمة الثورة السورية، وطرح فيه سؤالا من قبيل: هل في سورية ثورة؟؛ وينتهي هذا الجزء بفصلٍ يناقش الثورة والاستعصاء الثوري في سورية. وبعدها تأتي خاتمة الكتاب والتي تحاول من أجل إعادة نظر شاملة في الثورة السورية، التراجيديا. كلمة الغلاف فعَّلت الثورات في تونس ومصر الحراك السوري، الذي تعاطف معها، ومن ثم السعي لصنع ثورة. وساعد ما حدث في درعا، من عنف في مواجه مطالب شعبية، على أن تنفجر الثورة. لكن هذه الثورات فعَّلت أيضاً عنف النظام السوري الذي رأى كيف يتهاوى رؤساء أمام حشود الملايين، الأمر الذي جعله يحسم منذ البدء بمنع كل تجمع بكل العنف الممكن. كذلك استثارت الثورات أيضاً نظماً إقليمية، بدرجات متفاوتة القوة، فأصبحت تلك النظم معنية بوقف هذا الزحف المخيف، الذي يتضخّم يوماً بعد. وكذلك استثارت النظم الرأسماليةَ، التي أشَّرت أزمة 2008 الاقتصادية، التي لم يكن ممكناً حلها، أنها في وضع صعب ينذر بانفجار عالمي كبير، توحي الأزمة وتوابعها أنه بات محتماً. ولهذا كان عليها أن تنشط من أجل إخماد تلك الثورات بكل الأشكال الممكنة. كل ذلك كان يعني التوافق مع النظام علناً أو سراً، والشغل على تشويه الثورة عبر تحويلها إلى صراعات «طائفية»، و«حرب أهلية»، و«نزاع مسلح». ومن ثم الانتقال إلى «الحرب ضد الإرهاب» بعد تسريب مجموعات من تنظيم القاعدة وتشكيل داعش. كل تلك النظم، من النظام السوري والدول الإقليمية والإمبريالية الأميركية عملت على ذلك بتناسق كامل. فالأهم كان تدمير الثورة، وتحويلها إلى مجزرة تكون مثالاً لشعوب العالم التي تتحفز للثورة كي تتردد ولا تجرؤ على التحرك. كل ذلك هو الذي أنشأ التراجيديا السورية. من الكتاب فوضى الثورة تتّسع بالتالي، ويبدو الوضع وكأن “الثوار” سيتقاتلون. والأمور تسير نحو “الكفر” بالثورة. وإذا كانت السلطة تفشل في إنهاء الثورة، وتحقيق انتصارات عسكرية، وظهرت مكشوفة عارية بعد مسكها متلبّسة بجرم استخدام الأسلحة الكيماوية، فيبدو أن هناك مَن يريد قلب هزائمها انتصارات. داعش قرّرت السيطرة على المناطق التي خرجت عن سيطرة السلطة، وبدأت حملة لتصفية “الجيش الحر”، والكتائب المسلحة الأخرى، بما في ذلك جبهة النصرة “توأم روحها”. وبات كل الانتباه ينحو نحو كيف يمكن ردّ تغوّلها، ودرء معركتها. البعض يعدّ ممارستها خطأ فقط، والائتلاف يصدر بياناً هزيلاً، وآخرين استفاقوا متأخرين على الخطر الذي زرع بعد إكمال الثورة عامها الأول، والذي كان واضحاً أنه سوف يوصل إلى هذه النتيجة، لسببين، جرى التنبيه منهما منذ البدء، الأول هو أن “منطقها” (كمنطق كل “الجهاديين”) يقوم على “ملء الفراغ” بإقامة “دولة الخلافة” رغماً عن الشعب، وهذا ما يفرض أن تصطدم مع الشعب والقوى الأخرى بالضرورة، وبالتالي يقود إلى جرّ الثورة إلى متاهة تدمّرها. والثاني أنها (ككل “الجهاديين”) مخترقة لأجهزة مخابرات، أولها السلطة ذاتها التي تعاملت مع هذا النمط منذ زمن طويل، وروّضت العديد من عناصره، وزرعت فيه مَن يوجّه بما يخدم سياساتها. وكانت كل المعلومات توصّل إلى أن للسلطة يد في تشكيل “جبهة النصرة”، ومن ثم؛ داعش، كما أشرنا سابقاً. Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

التراجيديا السورية : الثورة وأعداؤها

يرسم هذا الكتاب بانوراما كاملة للثورة السورية، وذلك بعد أن يحدد الكاتب مداخله التي تشكل لنا مفاتيحاً لفهم الثورة السورية، فيعود للأساسات الأولى التي تجعل عملية التفكير بما جرى، أكثر وضوحاً "هل نفهم الثورة السورية بذاتها، أو نفهمها عبر انعكاسها الخارجي، ومواقف القوى الخارجية منها؟ هل نفهمها كنتاج تكوين اقتصادي طبقي داخلي، أو كانعكاس لسياسات الآخرين، وللأوضاع الدولية؟ وبعد أن يحدد مستويات أساسية وهامة لتنظيم عملية التفكير وقراءة الأحداث دون الخلط والتجاوز بين هذه المستويات، أو التركيز على بعضها وتجاهل بعضها الآخر. "المستوى الأول هو الجذر، وهو الأساس، ويتعلق بالتكوين الاقتصادي الطبقي، وهل أن الثورة هي نتيجة تفاقم الصراع الطبقي على ضوء التمايز الهائل بين أقلية نهبت ومركزت الثروة، وأغلبية أُفقرت؟ هنا نحن نلمس وضع «الناس»، ظروف معيشتهم ومقدرتهم على العيش. المستوى الثاني يتعلق بالتعبير السياسي عن الشعب، هل أن المعارضة هي جزء من الشعب، وتعبّر في سياساتها وفاعليتها عنه؟ أم أنها منعزلة، ولا تتلمّس مشكلات الشعب، بل تعبّر عن مصالح نخب منعزلة؟ المستوى الثالث يتعلق بوضع السلطة، طابعها الطبقي وتكوينها، وكيف أنها تمثّل فئة مافياوية تنهب وتمركز الثروة، وبالتالي تدافع عن مصالحها، ولا تمتلك المرونة؛ لكي تتنازل أو تقدّم حلولاً للمشكلات المجتمعية. المستوى الرابع يتعلق بالتوضع العالمي لسورية، وأثر ذلك في الموقف من الثورة، وهل أن الخلاف مع السلطة يستتبع - حتماً - دعم الثورة، أو أن الثورة هي الشرّ الذي يخيف الرأسمالية والنظم المافياوية؟ هنا ليست التصريحات هي التي تحدد المواقف، بل الممارسة، وبالتالي لا بد من فهم جوهر مواقف الدول الإمبريالية، والنظم النفطية والمافياوية. المستوى الخامس يتعلق بفهم مسار الثورة، وكل التدخّلات والتداخلات التي شهدتها، ويمكن أن تشهدها. وبفهم طبيعة الفئات التي تخوضها، من حيث وعيها ومصالحها، والشعارات التي ترفع، والمطالب المطروحة." كل هذا في المدخل المطول الذي وضعه الكاتب ليذهب الكتاب بعدها في ثلاثة أجزاء. يناقش الأول منها النظام والثورة كلّاً على حده أولاً، وثم علاقتهما مع بعضهما البعض. ويذهب الجزء الثاني لتحديد مسارات الثورة السورية، فيناقش قضايا مثل الأسلمة والتسليح وصولاً إلى مأزقها التراجيدي. ويأتي الجزء الثالث ليناقش أزمة الثورة السورية، وطرح فيه سؤالا من قبيل: هل في سورية ثورة؟؛ وينتهي هذا الجزء بفصلٍ يناقش الثورة والاستعصاء الثوري في سورية. وبعدها تأتي خاتمة الكتاب والتي تحاول من أجل إعادة نظر شاملة في الثورة السورية، التراجيديا. كلمة الغلاف فعَّلت الثورات في تونس ومصر الحراك السوري، الذي تعاطف معها، ومن ثم السعي لصنع ثورة. وساعد ما حدث في درعا، من عنف في مواجه مطالب شعبية، على أن تنفجر الثورة. لكن هذه الثورات فعَّلت أيضاً عنف النظام السوري الذي رأى كيف يتهاوى رؤساء أمام حشود الملايين، الأمر الذي جعله يحسم منذ البدء بمنع كل تجمع بكل العنف الممكن. كذلك استثارت الثورات أيضاً نظماً إقليمية، بدرجات متفاوتة القوة، فأصبحت تلك النظم معنية بوقف هذا الزحف المخيف، الذي يتضخّم يوماً بعد. وكذلك استثارت النظم الرأسماليةَ، التي أشَّرت أزمة 2008 الاقتصادية، التي لم يكن ممكناً حلها، أنها في وضع صعب ينذر بانفجار عالمي كبير، توحي الأزمة وتوابعها أنه بات محتماً. ولهذا كان عليها أن تنشط من أجل إخماد تلك الثورات بكل الأشكال الممكنة. كل ذلك كان يعني التوافق مع النظام علناً أو سراً، والشغل على تشويه الثورة عبر تحويلها إلى صراعات «طائفية»، و«حرب أهلية»، و«نزاع مسلح». ومن ثم الانتقال إلى «الحرب ضد الإرهاب» بعد تسريب مجموعات من تنظيم القاعدة وتشكيل داعش. كل تلك النظم، من النظام السوري والدول الإقليمية والإمبريالية الأميركية عملت على ذلك بتناسق كامل. فالأهم كان تدمير الثورة، وتحويلها إلى مجزرة تكون مثالاً لشعوب العالم التي تتحفز للثورة كي تتردد ولا تجرؤ على التحرك. كل ذلك هو الذي أنشأ التراجيديا السورية. من الكتاب فوضى الثورة تتّسع بالتالي، ويبدو الوضع وكأن “الثوار” سيتقاتلون. والأمور تسير نحو “الكفر” بالثورة. وإذا كانت السلطة تفشل في إنهاء الثورة، وتحقيق انتصارات عسكرية، وظهرت مكشوفة عارية بعد مسكها متلبّسة بجرم استخدام الأسلحة الكيماوية، فيبدو أن هناك مَن يريد قلب هزائمها انتصارات. داعش قرّرت السيطرة على المناطق التي خرجت عن سيطرة السلطة، وبدأت حملة لتصفية “الجيش الحر”، والكتائب المسلحة الأخرى، بما في ذلك جبهة النصرة “توأم روحها”. وبات كل الانتباه ينحو نحو كيف يمكن ردّ تغوّلها، ودرء معركتها. البعض يعدّ ممارستها خطأ فقط، والائتلاف يصدر بياناً هزيلاً، وآخرين استفاقوا متأخرين على الخطر الذي زرع بعد إكمال الثورة عامها الأول، والذي كان واضحاً أنه سوف يوصل إلى هذه النتيجة، لسببين، جرى التنبيه منهما منذ البدء، الأول هو أن “منطقها” (كمنطق كل “الجهاديين”) يقوم على “ملء الفراغ” بإقامة “دولة الخلافة” رغماً عن الشعب، وهذا ما يفرض أن تصطدم مع الشعب والقوى الأخرى بالضرورة، وبالتالي يقود إلى جرّ الثورة إلى متاهة تدمّرها. والثاني أنها (ككل “الجهاديين”) مخترقة لأجهزة مخابرات، أولها السلطة ذاتها التي تعاملت مع هذا النمط منذ زمن طويل، وروّضت العديد من عناصره، وزرعت فيه مَن يوجّه بما يخدم سياساتها. وكانت كل المعلومات توصّل إلى أن للسلطة يد في تشكيل “جبهة النصرة”، ومن ثم؛ داعش، كما أشرنا سابقاً.