الجمعة، 27 مارس 2020
نحو عمران جديد
تسم فضاءات الأمة بالزخم والازدحام بعدد من القضايا فالجغرافيا والتاريخ، والذات والعالم تتقاطع شجونها في العقل المسلم بما يتيح له الإبداع ويثقل كاهله في الوقت ذاته. وفي شأن التجديد نجد ان هناك قرقعة ولا جديد؛ مؤتمرات تنعقد وكتابات تنشر، لكن لم تحدث نقلة نوعية يشعر بها المتابع للساحة أو يلمسها الساكن في عالم المسلمين المضطرب بالأزمات على الرغم من أن حال تجديده ساكن. فشعارات التجديد تسد الآفاق بلغط كثير أغلبه سياسي الهوى، تردده منصات تحارب التجديد وأهله في الواقع، وتنوم العقل كي لا يفكر كثيرا ثم ينتقل من التفكير إلى التغيير. أما فعل التجديد الحقيقي فتقوم عليه ثلة من الآخرين، يتبعثرون على ثغور عديدة؛ منها الفقهي والعلمي والفلسفي، لكنهم يعانون قلة الموارد وضعف الإمكانات. وفي حين يتم شغل أصحاب العقول في شتى المجالات بالفرعي من الأمور أو بلقمة العيش التي تصرف العقل عن تلمس الحكمة وإبداع الأفكار، وتذل أحيانا أعناق الرجال؛ في حين تسيطر على المشهد الثقافي والفكري رموز من خلف السلطات المهيمنة على العقل من مؤسسات سياسية واحتكارات اقتصادية دينية وأبنية تقليدية غايتها تجميد الساحة التجديدية في علوم الدنيا والدين. والتجديد ليس أفكارا متناثرة يغزلها عقل مبدع، بل هو صناعة ثقيلة للعقل المجدد في كل العلوم، لكن العقل المسلم في عمومه ركن للنقل من التراث أو نقل التكنولوجيا من دون الإحاطة بقواعد المعرفة التي أنشأتها.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق