الثلاثاء، 24 مارس 2020

اتصال

منذ بزوغ فجرها، ضُربت على البشرية قيود العُزلة والوحدة في كونٍ شاسع ومُظلم وعصي على التخيُّل.. ولأن الإنسان يحمل رغبة متأصِّلة تدفعه دائمًا إلى السعي وراء المجهول، فلطالما حاول رصد واستكشاف الفضاء، وأطلق مراصده نَهِمة تُفتِّش السماء رقعةً رقعةً، أملًا في العثور على أدنى إشارة تَعِد بوجود أيِّ شكل آخر من أشكال الحياة الذكية غيره في الكون في رواية اتصال، يُحقِّق عالِم الفلك والروائي الأمريكي كارل ساجان حلم البشرية الجامح بالتواصل مع حضارة فضائية مُتقدِّمة، ويسرد حكايته في ظل عالم يموج بالاضطرابات السياسية، والتعصُّب الديني، وتناحر الفلسفات، وحُمَّى اقتراب الألفية، والخوف من انهيار كل شيء.. حيث الأمل الوحيد الباقي هو وحدة جميع البشر. يُبحر بنا ساجان في رحلة مُلهمة، رحبة كالكون ذاته، علمية بعيدة عن المبالغات، مُفعمة بالفلسفة، مُحرِّكة لمشاعر مُزلزلة من الصعب نسيانها، تجعل من السهل اعتبار الرواية أحد أهم إنتاجات أدب الخيال العلمي على مَرِّ تاريخه *** كارل ساجان (1934-1996): عالم فلك ومؤلف أمريكي بارز ساهم بالعديد من الاكتشافات العلمية الهامة، وكان له دور رائد في تعزيز البحث عن حياة ذكية خارج كوكب الأرض، كما أنه من أبرز المساهمين في تبسيط علوم الفلك والفيزياء الفلكية وغيرها من العلوم الطبيعية، وله العديد من مؤلفات الأدبيات العلمية مثل: نقطة زرقاء باهتة، رومانسية العلم، بلايين وبلايين، تنانين جنة عدن، التي مزج فيها العلم بالفلسفة في أسلوبٍ فريد. في عام 1980 قدَّم ساجان سلسلة وثائقية تليفزيونية شهيرة بعنوان «الكون» لاقت شعبية كاسحة، بينما كانت رواية اتصال هي محاولته الوحيدة في أدب الخيال العلمي، وقد تحوَّلت إلى فيلم شهير بذات الاسم عام 1997. حاز كارل ساجان على وسام ناسا عام 1977، ووسام أورستد عام 1990، وجائزة بوليتزر عام 1978

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق