الخميس، 10 أكتوبر 2019
الحادث الكبير
كان قلبه يخفق مثل حصان جامح قد أضرَّ به الجوع "إيه أيها الصياد الوحيد" فوق باب الكنيسة، بحروف طباعية منفردة: الموضوع، أو مهما يمكن أن يكون، أعني موضوع الموعظة العائدة إلى يوم الأحد أو إلى أي يوم كان: عمّ تبحثون، عن ذلك الذي ما زال حياً بين الأموات؟... ومن المدى البعيد إلى هنا، وعبر الليلة يتردَّد دوي صوت، كان يزمجر على مسافات متباعدة: "أغلقوا أشداقكم" "أخرسوا ولا تنطقوا بكلمة!" أم كان هذا صدى يا ترى؟... كلا، فإن الصدى أو وجع الصوت كان قد ألغي قبل وقت طويل مثلما ألغيت أيضاً صدمات الهواء بعد الجولة العابرة للقطارات والحافلات وسيارات الشحن، وباتت هذه الوسائل كالمفقودة، كالمنخلعة رجله أو المنخلع جسداً وروحاً، هو هنا وهي هناك، مفقودين تحت السماء، كل لنفسه مثلما هو للآخرين أيضاً. وهما يدوران ركضاً بكل طاقتهما، ويدعانها تحملهما على الركض في دائرة، ويتساقطون كل منهم وراء الآخر، ويقاتل بعضهم بعضاً، ويمزق بعضهم لحم بعض إلى أن يصل الأمر إلى قولهم: لا تخرجوا من بيوتكم، حتى يصل الأمر إلى الدم أو عدم الخروج، ويتصارع بعضهم مع بعض، إلى أن ترحمهما السماء ويظلا متداخلين كل منهما في الآخر، الآن وحتى ساعة موتهما.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق