الأربعاء، 23 أكتوبر 2019

سيرة النبي محمد

محمد - سيرة النبي رأيت أن الأنبياء والرسل فى جميع الأديان الكبرى يتميزون بأن رؤاهم للحقيقة المتعالية القصوى تتشابه فيما بينها كبيرا، ومهما يكن التفسير الذى نختاره لهذا التجربة الإنسانية، فهى حقيقة لا يمكن إنكارها، وقد ينكر البوذيون أن هذه الرؤية تتجاوز الطبيعة إلى عالم الخوارق، قائلين إنها حالة ذهنية طبيعية لدى الإنسان، ولكن أديان التوحيد تطلق على هذه الحقيقة المتعالية اسم "الله". وأعتقد أن محمداً مر بهذه التجربة وساهم مساهمة متميزة وقيمة فى التجربة الروحية للإنسانية. فإذا كنا نبغى أن ننصف جيراننا المسلمين، فيجب أن نقدر هذه الحقيقة الأساسية حق قدرها، وهذا هو السبب الذى دعانى إلى كتابة هذا الكتاب. أما المنهج الذى اتبعته فهو يختلف بعض الشئ، وكانت نقطة انطلاقى هى أننا نعرف عن محمد أكثر مما نعرف عن مؤسس أى دين من الأديان الرئيسية الأخرى، وأن دراسة حياته يمكن أن تهبنا إدراكاً عميقاً ومهماً لطبيعة التجربة الدينية. فجميع الأديان تمثل حواراً بين حقيقة مطلقة تستعصى على التعبير، وبين الأحداث الدنيوية، وفترة نبوة محمد تتيح لنا أن نفحص هذا الحوتر فحصاً أوثق مما يتيسر للباحثين فى العادة. فجميع الأديان الكبرى تتناول عددا كبيرا من الموضوعات نفسها ولكن كلا منها يتميز ببصيرة نافذة خاصة به، وهكذا فسوف يكون علينا أن ننظر فى الأسباب التى تدعو المسلمين إلى اعتبار السياسة واجبا دينيا. لقد نجح محمد نجاحاً سياسياً غير عادى، ويميل المسيحيون إلى التشكك فى الطابع الربانى لهذا الانتصار الدنيوى؛ ولكننا نتساءل بدورنا: ألا يوجد طريق آخر يوصلنا إلى الله سوى طريق الإخفاق الذى سلكه المسيح؟ وأنا أنظر إلى النبى أيضاً من وجهة نظر الشخص الذى لديه بعض التصورات المحددة سلفا عن الإسلام، وهكذا فعندما نرى محمدا وهو يشن الحرب على مكة، فيجب أن نسأل إذا ما كان النبى حقاً قد أسس ديناً يعتمد على السيف؟ كيف يمكن لرجل من رجال الله أن يكون على استعداد للقتال والقتل؟ وعندما ننظر فى علاقة محمد بزوجاته وبناته، فيجب علينا أن نسأل إذا ما كان حقاً متعصباً للرجال، وإذا ما كان قد أسس ديناً ينص على كراهية المرأة. Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق