السبت، 7 نوفمبر 2020

القفص الحديدي قصة الصراع الفلسطيني لاقامة دولة

القفص الحديدي قصة الصراع الفلسطيني لاقامة دولة يبحث هذا الكتاب في فشل الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة قبل عام 1948 وهو عام إنشاء (دولة) إسرائيل على حطام فلسطين العربية، وتأثير ذلك الفشل في السنوات التي تلت. يثير مثل هذا الموضوع سلسلة من الأسئلة ترتبط بالحاضر بقدر ما ترتبط بالماضي. ما الفائدة من هذه الدراسة إذا كانت الدولة الفلسطينية المستقلة - وفق أي معنى حقيقي لكلمة (مستقلة) وبعد ما يقارب ستة عقود منذ عام 1948 - لم تقم بعد؟ كما أن إنشاءها مايزال يواجه عقبات هائلة. وأضاف بأن العقبات أمام الدولة الفلسطينية بدت وكأنها تنمو مع تصاعد العنف في قطاع غزة ولبنان صيف عام 2006. والكتاب الذي كان في طور الكتابة في يوليو 2006 خلال عدوان إسرائيل على لبنان وقبل العدوان الأخير على غزة في ديسمبر المنصرم ويناير 2009 كما قال عنه مؤلفه لايتحدث عن النزاع بل عن طرفه الفلسطيني، وتحديداً عن الجهود التي يبذلها الفلسطينيون لتحصيل الاستقلال في وطنهم. ويقول: وتوضح الحرب المستمرة في غزة ولبنان - مرة أخرى - كيف تتشابك هذه الجهود مع العناصر الإقليمية والدولية. وتوضح أيضاً الأهمية البالغة لقراءة متأنية للتاريخ الفلسطيني الحديث من أجل الحصول على فهم للنزاع الشرق أوسطي. ورأى أن السعي الفلسطيني للاستقلال مجرد عنصر من عناصر عدة لابد من الإحاطة بها لفهم أسباب النزاع في الشرق الأوسط. لكن لأن هذا السعي كان شديد المركزية - بالنسبة للأحداث هناك - لِما يقارب قرناً من الزمان فقد قاد تجاهله المتعمَّد إلى ذلك النوع من التفكير التبسيطي والمنحاز والمضلل لدى المسؤولين الأمريكيين، مما ساعد على توليد المشاكل العميقة التي تعاني منها المنطقة. والكتاب كما يقول الخالدي (يثير مسائل أخرى أيضاً: هل الدراسة التاريخية حول سبب حدوث أمر ما - أو عدم حدوثه كما في هذه الحالة - مبررة لأنها تلقي الضوء على بعض أنواع التشابه مع أحداث جارية حالياً، أم إن هاتين المحاولتين الفاشلتين في بناء الدولة - واحدة في الماضي وأخرى جارية حالياً - منفصلتان تماماً بعضهما عن بعض؟ وهل أي محاولة لدراستهما من منطلق علاقة كل منهما بالأخرى خطأ تاريخي كي لانقول إنها تحريف للتاريخ)؟ ويقول: قد يسألني البعض لماذا وصفت الفشل في تحقيق دولة فلسطينية مستقلة على أنه فشل فلسطيني؟ وتحديداً لماذا التركيز على دور الفلسطينيين في هزائمهم السابقة في حين إنهم الطرف الأضعف من بين جميع الأطراف الذين شاركوا في الصراع الطويل لتقرير مصير فلسطين والذي بلغ ذروته عام 1948؟ وتوصل الى القول إن الفلسطينيين وحتى اليوم مايزالون أضعف بكثير - حسب كافة المقاييس - من القوى التي تقف في طريق تحقيقهم دولة مستقلة. ويبدو واضحاً أنه في العقود التي تلت عام 1948 ابتلي الفلسطينيون ببعض المشاكل التي أصابتهم قبل ذلك التاريخ. والسؤال الذي يبقى دون جواب مسألة ما إذا كان الفشل السابق قد يساعد على منع الفشل المستقبلي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق