الجمعة، 17 مايو 2019
محطات في التاريخ والتراث
دوافع الكذب في التاريخ سياسية ومذهبية واجتماعية طبقية. وهذا شغل الرواة في الأساس، لكن الكذب كثيرا ما يصدر عن صناع الحدث وأصحاب العلاقة به. وهذا من المشهود في كل عصر بما فيه عصرنا الحاضر. ويمكن في الحقيقة أن نجد من دوافع الكذب عند المعاصرين ما يزيد عليها عند القدماء. وهذا لأن الصراع اليوم أشد منه في الماضي، وقد دخل فيه الصراع الدموي بين أوروبا وأمريكا الاستعماريتين وشعوب المستعمرات في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية، ويمارس الغربيون تزويرا للتاريخ قديمه وحاضره ، قديمه بتحويل التاريخ البشري إلى أوروبا والانطلاق من تاريخها للحكم على تواريخ القارات الأخرى، وتشتد الحاجة إلى التزوير حديثا في العلاقات مع العرب لأنهم النقيض القريب للغرب. أما التزوير اليومي للأحداث الجارية فهو صنعة اختصت بها وسائل الإعلام الغربية ، الصحافة والإذاعة والتلفزة. وقد صار من المتعذر علينا فهم الأحداث ودوافعها ونتائجها وامتداداتها بسبب هذه التغطية الإحتكارية لتاريخ العالم. ويتعزز التزوير الغربي للأحداث بمنهجية التحليل والتأويل التي يتقنها الغربيون أكثر من غيرهم بالنظر لتفوقهم العلمي.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق