الأربعاء، 22 مايو 2019
في مديح الحب
"تقرب الحب إلى اليأس بقرابينات شتى بلا جدوى، مرة لاحقة فى سكة خلفية وكاد يربت على كتفه، لكن اليأس لم يتوقف، مرة صرخ فى وجهه بشتائم قبيحة لكن اليأس لم يلتفت، مؤخراً تمرغ الحب بين قدمى اليأس، يستجديه الراحة الأخيرة التى ستنقذه من الأحلام، لكن اليأس غير طريقه أيضاً". هكذا جاء فى نص "الحب يصادق أولاد الشوارع" صفحة 33 من كتاب "فى مديح الحب" الذى صدر أخيراً عن دار ميريت فى القاهرة، للكاتبة العُمانية جوخة الحارثى. الكتاب الذى صمم غلافه الفنان التشكيلى أحمد مراد وصدر فى طبعة أنيقة، يضم ثلاثين نصاً تتفاوت بين نص فى عدة أسطر ونص فى عدة صفحات، لكنه فى مجمله يفيض بذائقة مرهفة وشفافة فى الكتابة عن الحب، وكأنما نصوصه مرايا من وميض، تعكس حالات الحب المختلفة التى يمر بها كل إنسان فى تجربة تعد من أعمق التجارب فى حياة الإنسان. إنها كتابة خالصة من اللغة الفخمة وقريبة من النفس، تكاد تهمس وإنْ كان همسها أحياناً مؤلماً. وكتاب جوخة الحارثى الجديد "فى مديح الحب" هو الأحدث لها بعد: "صبى على السطح" .. قصص قصيرة 2007 دار أزمنة، "منامات" .. رواية 2004 المؤسسة العربية للدراسات والنشر، "مقاطع من سيرة لبنى إذ آن الرحيل" .. قصص قصيرة 2001 دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة. ومن كتاب "فى مديح الحب" هذه البطاقة: "هكذا كان الحب: أنْ تنتظر، وأنْ تتمنى اليأس الذى سينقذك من الانتظار، وسينقذك من الأحلام، وسينقذك من الأمل. أنْ يمسك المعشوق حربته الطويلة وأنْ تندفع أنت بكامل صحوك نحو حربته فتخترق جسدك بكل يسر، أنْ تصيح بوحشية الصياد والمصيد، ولا تنزع الحربة ولا تموت، هكذا كان الحب: أنك ممتلئ".
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق