الأربعاء، 22 مايو 2019

صبي على السطح

كانت ميمونة في التاسعة حين انزلقت الوردة لأول مرة. كانت واقفة بمحاذاة النخلة الهرمة تحدق إلى نقطة ما أعلاها، ساهية عن العصافير الثلاثة التي صادها هلال بنبلته، وشواها لها حين خرج أبوهم لصلاة العصر، كانت أمها تصيح مستنكرة: "هل تنتظرين الوحي؟ ألم ينزل جبريل بعد؟"، كان أصيلا رائقا، قد تلاشت أصوات الثرثرة أمام محل الحلاق، وكفَّ الأولاد عن تحطيم زجاجات البيبسي أمام دكان سالم، وتظاهر الأخوة بالانشغال بفروضهم المدرسية، إذ أوشك الأب على العودة من المسجد، وعما قليل سيشرب قهوته ويُرخي رجليه على حصير في ظل شجرة السفرجل، في تلك اللحظة، بمجرد أن فرغت الأم من صياحها، بمجرد أن انتهت جملتها، انزلقت الوردة، وردة فاغية بلون زهري غامق، تدحرجت بلطف من جدار الحوش الواطئ، ووصلت إلى ترابه سليمة كأنما وضعتها يد بعناية تحت قدمي ميمونة. Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق