الثلاثاء، 24 يوليو 2018

ستون عاماً رحلة الصحراء

عن دار الشروق في عمان صدرت ثلاثية للأديب الفلسطيني سلمان ناطور تحمل عنوان : "ستون عاما/ رحلة الصحراء" وتضم "ذاكرة" و "سفر على سفر" و "انتظار" وتقع في 456 صفحة. يجمل هذا الكتاب مشروع ناطور في صياغة الذاكرة الفلسطينية بأسلوب أدبي يعتمد التاريخ الشفوي والحكاية والسرد الروائي والنصوص الأدبية الوجدانية ومسح الحدود بين ما هو خيالي وما هو واقعي، تميز به الكاتب في مسيرته الأدبية التي تمتد أربعين عاما، منذ أصدر كتابه الأول عام 1971، وكرس منها ثلاثين عاما للذاكرة الفلسطينية. ستون عاما هي رحلة الصحراء التي قطعها الشعب الفلسطيني منذ النكبة وهي رحلة الكاتب، الذي يبلغ في هذا العام الستين من عمره، بتفاصيلها اليومية الصغيرة والكبيرة، وهو لا يفصل بين ما هو من سيرته الخاصة وبين ما هو من سيرة شعبه، فذاكرته الذاتية هي جزء من ذاكرة شعبه الجماعية، هي ذاكرة الجزء الفلسطيني الذي ظل في وطنه في الجليل والكرمل والمثلث والنقب، في مواجهة يومية للسياسة الصهيونية وتجلياتها ومحاولاتها طمس ذاكرته وهويته. يفتتح ناطور ثلاثيته بقوله : ولدت بعد حرب 1948. دخلت المدرسة في حرب السويس. أنهيت الثانوية في حرب حزيران. تزوجت في حرب أكتوبر. ولد طفلي في حرب لبنان ومات أبي في حرب الخليج.. حفيدتي سلمى ولدت في الحرب التي ما زالت مشتعلة". هذه هي مأساة الجيل الذي يكافح منذ ستين عاما من أجل بقائه وحريته ويخشى الاحتفال "بعيد ميلاده لأنه يعني الإحتفال بالحرب". بطل "ذاكرة" شيخ مشقق الوجه يأخذ الكاتب في رحلة من الجليل الى يافا ويتوقف معه في مواقع الجريمة، على أطلال القرى المهجرة، ويستعيد أيام القرية الفلسطينية قبل ان يشرد أهلها، وهو يحذر قبل أن يموت: افعلوا كل شيء كي لا يتكرر ما حدث عام 1948. بطلة "سفر على سفر" هي فنانة وشاعرة فلسطينية من بيسان شردت حين كانت في الحادية عشرة من عمرها وتتنقل بين المغرب وباريس وروما ولندن وتعرض لوحاتها وتقرأ قصائدها ولكن كل حلمها أن تعود الى بيسان وحتى يتحقق ذلك تطلب من الكاتب ان يحكي لها عن مدينتها وعن اليهود المغاربة الذين يسكنون في بيتها ويتحول اللقاء مع الشاعرة الفلسطينية الى حوار متواصل عن المكان والوطن والمنفى. وأما في الكتاب الثالث "انتظار" ففي مركزه "أحمد ابن رابعة" الحيفاوي الذي يغيب عن مدينته عشرين عاما ويعود اليها للبحث عن عباس الفران الذي كان ينتظر على شارع يافا عودة زوجته وأولاده ومات وهو ينتظر ولم يعد أحد منهم. الانتظار هو موضوع هذا الكتاب. كأن "الفلسطيني محكوم عليه بالانتظار" ، انه سيزيف القرن العشرين، ينتظر على الحاجز ويكتشف أن البلادة هي سلاحه لتفادي الانتحار، واللاجيء في وطنه ينتظر خلاص كل العالم من الظلم ليعود الى بلده، وأم الشهيد تنتظر عودة ابنها حين ينام الآخرون وهو يعود ولا يعود. يختم الكاتب ثلاثيته "برسالة قصيرة الى أبي"، يقول فيها: " لك راحة الموت، ولي رحلة الصحراء، وشوق يسجيني على كفن تشده الريح الى الأرض وتأخذه الروح الى السماء لك راحة الموت ولي رحلة الصحراء". المحتويات - ذاكرة - سفر على سفر - انتظار Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق