الرواية سيرة تسترد عبرها المؤلفة تلك المشاعر الحبيسة والمتضاربة التي تكتنف الإنسان وهو يعيش حياته دون مواربة ولا أقنعة وفي زحمة المشاعر تطفو بعض الاعترافات، لا بل الرغبات المكبوتة التي تشكل العالم المخفي في قاع النفس والذي لا يجرؤ كائناً من كان أن يكشفه كله، أشياء كثيرة تثور لدى قراءة الرواية، ثم لا تلبث أن تسكن تفاصيل صغيرة، تترك أثرها العميق في كل شيء يجد المرء لذة حين يسترجعها. "استرجع كافة التفاصيل الصغيرة، كانت التفاصيل الصغيرة التي تحضرني تبدو قد ولدت في رأسي للتو.. أتذكر أشياء لم ألخصها مطلقاً أو أني لم أعرف أني لخصتها". الناشر: أحببته حباً لا يوسف. ليس بسبب أني لا أحسن الوصف، أو بسبب عدم قدرتي على الكلام والاستفاضة فيه حين يتعلق الأمر بي، بداخلي ومشاعري، بل لأن ذلك الحب يبقى غامضاً، لم أسمع أحداً يتحدّث بمثله. حين أفكر فيه ويحضرني وجهه الأسمر الجميل أشعر بسعادة غامرة. أشعر بالعرفان الكبير لأن الله وضعه على طريقي في اللحظة التي كنت فيها يائساً. يائساً من الحياة والبشر. هذا الرجل اشتراني، أقول في نفسي، وأنا أتذكر أمي التي، حين كان يشتدّ عليها المرض، كانت تنظر إلى أبي وإلى من كان حاضراً من الجيران لإعانته في حملها إلى السيارة التي ستقلها إلى المستشفى، أمي التي كان تقول بعين كسيرة: دخيل الله اشتروني يا جماعة.. اشتريني يا أبو وديع.
source https://qrtopa.com/book/15612
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق