الأحد، 31 مارس 2019
مذكرات رندا الترانس
في هذا الكتاب نقرأ حالة خاصة يكتبها "حازم صاغية" جاءت بعنوان "مذكّرات راند الترانس" هي حكاية مدهشة ومشوقة في آن معاً، لا تشبه غيرها من الحكايات، إنها حكاية خاصة، بطلتها ليست إمرأة وليست رجل، إنها الإثنان معاً، فما حكاية هذا الكائن البشري الذي كتب عنه أديبنا؟ "إذا كان من ذنب فلست أنا من ارتكب الذنب، لم أكن سوى جنين في الشهر الثالث حين تعرضت إلى كمية من الأوستروجين تفوق ما تعرضت إليه من التيستوستيرون، والأطباء يقولون إن إختلالاً من هذا النوع يُنتج نبتاً في شكل صبي، تماماً كما يخلق الإختلال المعاكس صبياً في هيئة بنت. هل كان في وسعي أن أفعل شيئاً لتغيير ذلك؟، وحسب أيّ قانون أو عرف تُلام الأجنة؟... يقال إن الطبيعة الأم تصنعنا لكنّها تصنعنا بطرق ملتوية، وإذا كانت تنجبنا رجالاً ونساءً فهي قد تسكن الرجل في المرأة والمرأة في الرجل، وتجعل بعض الرجال أكثر رجولة أو أقلّ، كما تفعل الأمر ذاته بالنساء؛ فلماذا هناك آلاف الأجناس من الزهر لكلّ منه لونه ورائحته، وليس في البشر غير جنسين مكتملين مستويين بوصفهما هذا؟، ولماذا يضمّ البيت الواحد أخوين من الأب والأمّ إيّاهما يفصل بينهما ما يفصل قارة عن قارة؟". أسئلة وهواجس كثيرة تحملها هذه السيرة الذاتية والواقعية لـ"رندا الترانس" صيغت في كلمات عبّرت عن بؤساً عميقاً وغربة أغمق لهذا الكائن البشري الذي اصطدم بالمجتمع والأهل في كل مفصل وكل محطة من حياته "وكنت أحياناً أسائل نفسي في إتجاه معاكس تماماً: هل أنا كمية من الشر، مسبَقَة ومدفوعة سلفاً إلى هذا الوجود بحيث يستحقني الألم وأستحقه؟". تحمل هذه المذكرات التي بين أيدينا في طياتها الكثير من التأملات والأسئلة يُعبّر عنها الكاتب بشفافية قل مثيلها، وواقعية أكثر جرأة لامست جانباً خفياً في تكوين هذه الشخصية سوف نكتشفه معاً عند قراءتنا لهذا الكتاب.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق