أسئلة وتساؤلات

الكتاب: «أسئلة وتساؤلات» الكاتب: جوستاين غاردر الناشر: دار المنى- جوستاين غاردر وجد صاحب «عالم صوفي» أنّ العالم الذي طالما أدهشه، يُمثّل أيضاً لغزاً في عيون الصغار، لذا قرّر الكاتب العالمي الشهير جوستاين غاردر أن يخاطب في كتابه الجديد «أسئلة وتساؤلات» (دار المنى- جوستاين غاردر) الناشئة والأطفال، باعتبار أنّ غرائب هذه الحياة وإشكالياتها وأسرارها تدفعهم في الكثير من الأحيان إلى طرح أصعب الأسئلة وأكثرها تعقيداً من غير أن يجدوا من يجيبهم عليها. فالمناهج التربوية لا تهتم بتفسير مثل هذه التساؤلات للأطفال، كما أنّ الأهل يعمدون في معظم الأحيان إلى إخفاء الحقائق عنهم لمجرد أنهم يرونهم أصغر من أن يدركوا هذه الأمور أو يتناقشوا فيها. بطل كتاب «أسئلة وتساؤلات (دار المنى- ترجمة سكينة إبراهيم) هو صبي في الثانية عشرة من عمره تقريبا ، وهذا ما تشير إليه رسوم أكين دوزاكين. لا صفات للبطل الصغير ولا اسم، كأنّ الكاتب أراده بذلك التعميم، بمعنى أن يكون بطله هو أيّ صبيّ في أيّ مكان من العالم. أمّا الرسوم المرافقة للنصوص فتُشكّل جزءاً من السرد ومن قصة الفتى. وجاءت الرسوم بألوان ضبابية تعكس القلق الذي يخيم على حياة إنسان في مرحلة تشكل وعيه ونضجه، محاولا فك ألغاز العالم من خلال سلسلة أسئلة لا أجوبة لديه عنها. تغوص قصة جوستاين غاردر في ذهنية صبي تتولد لديه أسئلة كثيرة في كلّ موقف جديد يصادفه، ومن خلال أسئلته المتتالية يواكب القارئ مغامرة «الرحّالة» الفتيّ. يفتتح الكاتب نصه بسؤال وجودي: «من أين أتى العالم؟، ومن ثم يختتم نصه بسؤال آخر: «وماذا يجدر بي أن أفعل بحياتي؟». هكذا، تتداخل نصوص، أو بالأحرى أسئلة جوستاين غاردر الفلسفية مع رسوم أكين دوزاكين البديعة، ليتشكل شيئا فشيئا نسيج قصة عن الصداقة والحب والحزن والألم والأمل: «هل يستطيع أولئك الأشخاص الذين رحلوا وما عادوا في دنيانا، أن يعرفوا أي شيء عن أحوالنا؟»...