الجمعة، 24 أبريل 2020

الأعظم

لقد قررت أن أحكي لك عن الرسول في رحلة كفاحه ... أنفاسي اللاهثة ستسمعها يقيناً وأنت تجمع روحك وتنظر بعين مدققة إلى ذلك الشاب اليتيم الذي لطالما رعى غنم قريش في صحرائها وكيف هبط ذات ليلة من أعلي الجبل ليعلن الحرب علي تجار الرقيق في مكة وأرستقراطيي الطائف وقيصر الروم وكسري الفرس .. ! يحمله عزمه ويقينه ويحيط به الشرفاء بلال وأبو بكر وصهيب وعمر وعلي وعمار . عقد لا يقدر على غزل حباته سوى عظيم . ستشاهده بعين عقلك وهو يمزق دثار الخوف والحيرة والرهبة التي اكتنفته بعد لقاء الوحي ثم يمضي بعدما اطمأن إلى كنه الرسالة وطبيعتها متخطياً الأزمة تلو الأخرى ضارباً قيم الجاهلية في مقتل صانعاً انقلاباً جذرياً علي أبجديات العصر وطبيعة الواقع ومفردات القوة والجبروت القائمين . ستراه بعين قلبك وهو يحمل أصالة في روحه يكمل بها حكمة أخيه لقمان وعزماً في سيفه فتتعجب من القوة إذ تحكمها أناة لطالما غابت عن أخيه موسى فضلاً عن منطق لسانه الذي لم يحتاج إلى هارون يعضده . سترى رحمته وقد فاضت على أعدائه قبل أصحابه فيذكرك بأخيه عيسى بيد أنها رحمة المقتدر لا عديم الحيلة .. سترى الكمال متجسداً في إنسان . لكنه ويا للعجب كمال باعث على التأسي والتعلم. Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق