"من لا ماضي له، لا مستقبل له، ومن لم ترسخ قدمه عميقا في أمّنا الصحراء، لا عزاء له بعد ذلك إن لفظته البحار." هذه ليست حكمة الأجداد وحسب، بل هي قانون الحياة إذ تنادي إلى الحياة. قد تتشابك بيننا السبل وقد تلتفّ حولنا كغزل العنكبوت، فإن لم نلذ بالجذور اقتعلتنا أيادي الحطّابين دون أدنى حاجة إلى الفؤوس، فهي لم تخلق لواهن الغصون. "وادي الحطب"، عندما يتحوّل الإنسان إلى آلة بيد المستعمر يحرّكها كيف يشاء، بل إلى لعبة يتسلّى بها ويجرّب من خلالها إمكانات لم تكن للتاح له لولا خيانة الدم للعروق. "وادي الحطب"، رواية تضرب عميقا في تاريخ القبائل زمن الاستعمار، لتؤرخ زمنا ولّى وانقضى، بل لتعيد الحياة إلى إنسان ما بعد العولمة، علّه يثوب إلى إنسانيته من جديد. وما تزال دورة التاريخ تنوس بنا بين المهزلة والمأساة.
source https://qrtopa.com/book/15464
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق