الثلاثاء، 14 يناير 2020

تباريح الوقائع والجنون

إن الواقع المتردي الذي نعيشه الآن ، قد وصل إلى درجة من الإيلام والإيجاع والشراسة والتدني ، بحيث لم يعد الكاتب مستطيعاً أن يداري صرخة الألم . لذا أتصور أن له ملء الحق الآن أن يصرخ بأعلى صوته ، لأن الوقائع مبرحة الآلام لا تكاد تحتمل ، أصبح من حق الكاتب أن يعرب عن هذا الألم وأن يدين هذا الواقع روائياً بأعلى صوته . لكن هل يتشكل صراع على نحو ما بين المقاطع الشعرية في هذه الرواية ، وبين القصاصات الصحفية ؟ هل ثمة دلالة لهذه البنية التي تبدو لأول مرة متنافرة ؟ هنا قد أتفق إلى حد ما على أنه صراع ، ولكنه صراع جدلي، يندرج تحت ما أرجو أن يكون بنية موسيقية متعددة الأصوات ، أي بنية سيمفونية أو بوليفونية متعددة المقامات إن صح التعبير ، أي أنها ليست بنية من لحن واحد ، قد تكون أحياناً من ألحان ونغمات متنافرة ، ولكن ما أنشده .. أن يحكمها نوعٌ من التضافر البنائي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق