أربع شفاه ، ولسان واحد * وهكذا تجري عملية انارة إنطفائي ب " أشعة علاجية " سأتعرض لها في " مركز الحسين للسّرطان " هذا الأسبوع ... ما الذي أشعر به الآن ؟ صدقا لا شيء . حتى أنني لم أحفل بإشارة الطبيب الى احتمال سقوط الأسنان . والتقرحات . والاختلال في القدرة على التمييز بين مذاق ومذاق : كأني اشرب ماء في كل الاحوال . وكأنه لا فرق بين طعم اللعاب في فم امرأة قبلتها البارحة ، وطعم اللعاب في فم امرأة لم اقبلها بعد : قلت لها ان شرط القبلة هو ان يشارك فيها اربع شفاه ولسانان . هل فهمت ما ارمي اليه ؟ يبقى السؤال مطروحا . أتذكر أن العجائز / النساء البلديات العتيقات / كن يختبرن متانة أسنان عروس الأبن أو الحفيد بالطلب الى العروس قضم " حبة جوز " : أنا العروس / الحطب الأخضر / الطلقة الوحيدة في " بيت النار " : طلقة أحدثت ثقبا في جدار غرفة أتعاطى فيها " أشعة " . وكل القبلات تحدث بأربع شفاه .. ولسان واحد . هناك مكابدة أعانيها كل صباح في الطريق الى مبنى الجريدة عبر " شارع الجامعة " : يكون " مركز الحسين للسرطان " الى يساري . والشارع من ثلاثة مسارب : " مثنى وثلاث ورباع " . وأنا أتقدم ، فيصبح مبنى " جريدة الدستور " الى يميني ، ول " الدستور " حكاية ، فهي التي أرضعتني حليب المهنة أول مرة . وهي باحة البيت التي حبوت على ترابها في قرية " أبو ترابة " أول مرة : انطلقت من " الدستور " قبل عشرين سنة . ولن أنتهي في " مركز الحسين للسرطان " . رغم أنه يفصل بين المكانين شارع بثلاثة مسارب فقط . ولكني ألاحظ أن طريقي مسرب واحد . وأنا أتقدم اليك ... أنت .
source https://qrtopa.com/book/14508
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق