الأحد، 28 أبريل 2019

ثورة مضادة، إرهاصات أم ثورة؟

مقدمة الطبعة الأولى: كما للوهلة الأولى، وقد مضى عام ونصف، ولم نتمكن بعد من حسم نَسَب ما يولد في الوطن العربي، هل نسميه كالَّذين صَعُب نسبهم قبيل الإسلام، عمرو بن العاص، أم زياد أبيه! أم هو ابنهم وابننا جميعاً والعبرة في من يرث الأرض. هذا حال ما يجري، ثورة، ثورة مضادة، حراك، تحريك، انتفاضات...الخ. ومن هم اللاعبون: نقابات تونس، عمال مصر، شرائح من الطبقات الوسطى اللاعاملون، الشباب المتعلم غير المثقف، أولاد هيلاري المولَّدون في أنابيب الفيس بوك في بلغاريا ورومانيا وأكرانيا والمعمدين في البيت الأبيض، الإخوان المسلمون بأنواعهم، مجموعات ناصرية، مجموعات يسارية، مجموعات وهابية، تنويعات من القاعدة، مضيَّعون طبقياً، عساكر القُطريات المصنوعون في الغرب ...الخ ولكن، طالما ليس انقلاباً، فاستقرار الإناء كي تُرى الصورة فيه يتطلَّب وقتاً، وهذه الضرورة للوقت هي ما يُربك الكتابة عن ما يجري وهو يجري. هذه إشكالية هذا الكتاب الذي يُغامر كاتبه بالزعم أن ما يجري هو إرهاصات للثورة التي وثبتْ الثورة المضادة على عنقها وغفَّت الفراخ في العش، هل قفز بعضها مغامراً بالنجاة؟ هذا ما ستبديه الأيام. وإن نجح، فإن شأنه سيكون شأن عبد الرحمن الداخل الذي أنشأ دولة الأمويين في الأندلس. وقال وهو يودع دمشق: اللهُ يعلم ما تركت قـتـالهم حتى عَلَوْا فرسي بأشقر مزبدِ فصددت عنهم والأحبة فيهمُ طمعاً لهم بعقاب يوم مُرصـدِ لكنه اليوم عبد الرحمن العائد إلى دمشق بعد سقوط غرناطة، فهل ينجح اليوم في مصالحة الأمويين والعباسيين كي يستعيدوا مكة ويُعرِّبوها كي يستعيدوا فلسطين وسبتة ومليلية ولواء الإسكندرون؟ ما يدور في الوطن العربي خطير وتاريخي يحمل في أحشائه أربعة أمور ينخرط فيها العالم بأسره: · تقرير مصير فلسطين، فإما عودة للصراع عليها وتحريرها وإما تصفيتها. · تقرير مصير ووجود وتحرير الوطن العربي. · تقرير مصير الإسلام، فإما إسلام عربي كما بدأ، إسلام إيماني لا سياسي وإما إسلام جاهلي هجري تحركه فرنجة العولمة وأهل التلمود. · تقرير مصير العالم، فإما آسيا وإما الإنجلو-ساكسون. · إلى هذا الحد وصل الاستقطاب واشتد الصراع وأبعد. لنتذكر جميعاً أين وصلنا قبل 2011: · اعتراف معظم الطبقات الحاكمة/المالكة بالكيان الصهيوني الإشكنازي وهذا يعني تسليم مفتاح البيت من المحيط إلى الخليج للغرب الرأسمالي والصهيونية. · تجويف ومن ثمَّ اندغام معظم القوى السياسية العربية في أنظمة الحكم القُطرية هذه وبالتالي تصهينها وتخارجها غرباً. · وها نحن في خضم معركة على أبواب الطبقات الشعبية كي تركع للغرب والكيان أو تنتصر وتحقق مشروعا عروبيا وحدويا وتحريريا واشتراكيا.هذه هي المعركة الفاصلة. هذا بكل تكثيف معنى المعركة الحالية، فهي فاصلة في التاريخ، والويل لمن يُخلِّفه التاريخ وراءَه وخاصة إذا كان باختياره! وقد ذيلت الغلاف الخلفي كلمة عنونت ب اهداء وعرفان ، جاء فيها: لا تتطور معارفنا ومواقفنا في محاورة من نُحب وحسب. ربما يؤثر فينا ويستفزنا أكثر من لا نُحب، بل من يرتد ويخون! هذا الشغل مُهدىً إلى(هي/هو) كل من يقف من الغرب الرأسمالي ورأس المال موقف الند والنقيض والناقد والحذر والمتشكك والمشتبك. كل من تجاوز الثقة بالأنظمة العربية وفتح نار الوعي على الحكام العرب المعادين للقومية العربية والذين ينسجون علاقات "الأخوة" مع الصهاينة فيتصهينون. إلى كل من رفض الاعتراف بالكيان الصهيوني الإشكنازي ورفض التطبيع. إلى كل طامح في وطن واحد واشتراكي للشركاء غير العرب والعرب. ومُهدىً إلى (هو/هي) أصدقاء قدامى تساقطوا، وخانوا، وباعوا، وقبضوا. وإلى من لا اعرفهم أمثال هؤلاء من مثقفات/ين، كتبوا وبحثوا وكذبوا واخبروا واستدعوا الاستعمار للعراق وليبيا وسوريا. إلى هؤلاء لأن فعلهم المشين كان حافزأ لهذا الرد والصد. Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق