الثلاثاء، 2 يونيو 2020
رحلات البطريرك ديونيسيوس التلمحري في عهد الخليفتين المأمون والمعتصم
ينفرد النص الذي تركه البطريرك السرياني ديونيسيوس التلمحري المعاصر لأربعة خلفاء من بني العباس، هم: هارون الرشيد، ومحمد الأمين، وعبد الله المأمون، وأبي إسحاق محمد المعتصم، بأنه الشهادة المعاصرة الوحيدة على الكثير من الوقائع والأحداث التاريخية المفصليّة، والتي دوّنت وقائعها في كتب التاريخ العربية، نقلاً عن روايات شفهيّة بعد عقود طويلة، لعلّ أقربها ما دوّنه خليفة بن خياط العصفري في تاريخه المسمّى (تاريخ خليفة بن خياط)، أو أبو جرير الطبري في كتابه المسمّى (تاريخ الرسل والملوك)، أو أحمد بن أبي إسحاق اليعقوبي في تاريخه المسمّى (تاريخ اليعقوبي). لقد قام البطريرك التلمحري بثلاث رحلات إلى بغداد ورحلتين إلى مصر، دوَّن وقائعها بشكل متفاوت.. فبينما أسهب في رحلتيه إلى مصر بذكر أوصاف الأماكن التي زارها، وتحدّث عن بعض العادات التي عاينها لدى المصريين، نجده في رحلاته إلى بغداد وبلاد الجزيرة، مشغولاً بالقضايا الرعوية والصراعات المحتدمة في الكنيسة السريانية.0 ولئن ضمّن البطريرك أخبار رحلاته في تاريخه الذي وضعه في جزئين، متناولاً أخبار الدولتين العربية الإسلامية والبيزنطية، بالاضافة إلى أخبار الكنيسة، فإن الجزء المتعلّق بشهادته الشخصيّة على أحداث زمنه، امتاز بعدد من المزايا التي جعلته واحداً من أرفع النصوص السريانية وأكثرها صدقاً وحرارة.0 وقد اختارت لجنة التحكيم هذا الكتاب لينال عنه محققه (جائزة ابن بطوطة) فرع تحقيق المخطوطات والنصوص الكلاسيكية في دورتها الجديدة للعام 2013-2014، أولا من زاوية اختيار النص وثانيا للدقة العلمية التي التزم بها الباحث وسعة الاطلاع التي عكسها عمله.0 Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق