السبت، 2 نوفمبر 2019
تاريخ القدس القديم
يأتي كتابنا هذا ضمن محاولة متواضعة لكتابة تاريخ حقيقي لسيرة مدينة القدس، منذ ظهورها وحتى الاحتلال الروماني لها، ونعني بعبارة (تاريخ حقيقي): استبعاد كل المؤثرات الدينية التوراتية للتحكم بمسرى الأحداث وتوجيهها.. وخصوصاً تلك التي لها علاقة بنشوء المدينة ونموها في العصرين البرونزي والحديدي، أي خلال ما يقرب من ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد. لقد كان منهجنا في البحث التاريخي، في هذا الكتاب، معتمداً على علم الآثار، وعلى ما جادت به أرض القدس من الآثار المنقولة والثابتة، مع محاولات استقرائية هنا وهناك، وتحاول كشف ما تخفيه الآثار والأحداث التاريخية، وتجيب على بعض الأسئلة المعلقة والحساسة. لقد كانت الآثار مرجعيتنا الكبرى في كتابة تاريخ القدس القديم حرصاً منا على اتخاذ الطريق العلمي في تدوين التاريخ، ولذلك سيكون كتابنا مفاجئاً للذين ينظرون بعض البديهيات التي كرسها البحث التاريخي المشحون بخلفية توراتية، والتي استبعدناها لأنها لا تمس الحقيقة بشيء. كرسنا الفصل الأول من الكتاب للبحث في عصور ما قبل التاريخ لفلسطين كلها والتقاط ما يخص أرض القدس التي ظهرت فيها مستوطنات وقرى رعوية وزراعية حيث لم يبدأ بعد بماء مدينة القدس وقد حاولنا، من خلال هذا الفصل، التعرف على النمو الحضاري المتسارع الذي كان قد ظهر في مجمل أصقاع الشرق الأدنى بعد نهاية العصر الحجري القديم وظهور الحضارتين الكبارية والنطوفية في أرض فلسطين حيث انتقلت حضارة هذا البلد إلى مستوى رفيع أدخلته مبكراً في العصر الحجري الحديث ثم النحاسي وظهور المدن فيه بصورة مبكرة ورغم أن القدس كمدينة لم تنبت بعد لكن أرض القدس ومستوطناتها كانت على وشك ولادة هذه المدينة. الفصل الثاني خصص للبحث في تاريخ القدس في العصر البرونزي وهو العصر الذي شهد في بدايته ولادة مدينة القدس على يد الأموريين، وقد ذهبنا في ذلك على عكس ما ذهب إليه كل الباحثين الذين رجحوا نشوء المدينة في الفترة المتوسطة منه على يد اليبوسيين. Via مكتبة اقرأني http://qrtopa.com/rss
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق