بينما يقاتل زوجها بعيداً على الجبهة، تمضي جميلة أيامها في نقل أكياس الحنطة من البَيْدَر إلى محطّة القطار في قريتها الصغيرة في القوقاز، مع سعيد، شقيق زوجها الأصغر، ودانيار، الوافد الجديد إلى القرية، بعدما أُصيب في أرض المعركة. يراقب سعيد جميلة، المرحة والمفعمة بالحيوية، ودانيار الحزين المحبّ للعزلة، وما يجري بينهما من إعجابٍ متبادل. وفي الممر الجبلي الذي يقطعه الثلاثة يومياً، بعرباتهم المحمّلة بالحنطة، وعلى وقع الغناء الشجي الذي ينشده دانيار للوطن والأرض والجبال، سرعان ما تقع جميلة في حب دانيار، فتهرب معه قبل عودة زوجها، ليدرك الفتى الغضّ سيّد حقيقة الحب وجوهر السعادة... .... تنطلق الرواية" من مشهد لوحة ليرسم لوحة سردية في 79 صفحة كانت كافية لينقل لنا حكاية عميقة عن الحب والحرب في الريف الروسي العميق، حتى لكأن الكاتب هنا نحّات يعمل معوله في الرخامة المحدودة، مؤمنا أن ضرب السرد كضرب المبرد في الخامة الثمينة، إذا أخطأ هدفه الدقيق أفسد الخامة/الرخامة كلها أو أصاب يده، لذلك يبدو الروائي حريصا على نحت جملته القصيرة البراغماتية وهو يسرد وهو يصف، ضمن برنامج سردي محكم يدفع العمل مع كل صفحة نحو رشاقة حكائية نادرة تجعل الرواية أشبه بقصيدة من قصائد بوشكين أو مقطوعة من موسيقى تشايكوفسكي." الجزيرة.
source https://qrtopa.com/book/14570
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق