الثلاثاء، 4 سبتمبر 2018
في مديح الثورة: النهر ضدّ المستنقع
لثورة تندفع على الوضع القائم الفاسد المُستبد كما يندفع النهر على المُستنقع. المستنقع هو مستودع التكلّس والجمود. في أعماقه تتراكم كل أنواع التعفّنات وأمراضها. شكله الخارجي يوحي بالاستقرار والأمان: حدود واضحة، أفق معروف، ولا حركة فيه مجهولة المسار والمصير. الحرية هي الآلية الوحيدة التي تمنع تحوّل المجتمعات المستقرّة إلى مستنقعات. المستنقعات العربية طوال العقود الماضية شلّت بشر المنطقة وامتصّت ثروات البلاد واستنزفت كل طاقاتها. كان لا بدّ من تدفّق النهر وفيضانه الكبير حلاً أخيراً لا بديل عنه. هذا الكتاب منحاز للثورات العربية،رغم كل ما فيها من اختلالات، ومغامرات، ومخاطرات، هو انحياز لأفق المستقبل، انحياز للحرية والكرامة ضدّ الاستبداد والذلّ المستديم. وهو أيضاً، وبوعي كامل، انحياز مقامر في الوقت عينه. إذ ليس هناك أي قدر من السذاجة للتغافل عن الصعوبات الهائلة التي تواجه مجتمعات ما بعد الثورات في المنطقة العربية. لكن صار لا بدّمن ركوب النهر والمخاطرة والمغامرة معه.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق