من جديد يأبى المفكر و الباحث المغربي محمد الناجي إلا أن يقتحم عوالم المسكوت عنه كما اعتاد على فعل ذلك منذ أوائل كتبه سواء تعلق الأمر بالمجال الديني أو السياسي أو جامعا بينهما في الوقت نفسه. ففي إصداره الأخير ابن النبي عن دار كروازي دي شومان “Éditions La croisée des chemins”، طرق الناجي عبر المتخيل هذه المرة، الرواية تحديدا و هي أولى تجاربه في المجال الأدبي، -يطرق- باب المقدس في جانبه الأكثر ارتباطا تماسا بالرسول محمد. إذ أن رواية ابن النبي، في عنوانها الأصلي الفرنسي Le fils du Prophète، تتطرق إلى موضع قوبل بالتجاهل و التحييد من النقاشات الدائرة لمدة قرون طويلة. فشخصية زيد بن حارثة، أو زيد بن محمد، التي ارتبطت بعدة قضايا كبرى، عرفت تشويها و تزييفا كبيرين أجمع عليهما أغلب من اهتم بسيرته. و منه تأتي الرواية لتنبش في المستور كاشفة النقاب عن رواية معاكسة. فعن طريق أسامة بن زيد، الراوي، يعود بنا محمد الناجي إلى بدايات الإسلام ليفكك خلفيات تحريم التبني و زواج الرسول محمد بزوجة ابنه المتبنى زينب، و يلج عوالم الصراع حول الخلافة التي ابتدأت إرهاصاتها قبل وفاة النبي بسنوات عديدة. و خلافا للروايات الرسمية المتداولة، يحاول المؤلف إعادة بناء الصورة الحقيقية لزيد، ابن الرسول السابق بالتبني، التي تعرضت للكثير من التزوير و التشويه. فبشكل قاطع تنفي الرواية، عبر لسان أسامة حفيد الرسول، عن زيد الصفات التي ألصقت به على كونه دميما أسوداً. كما أنها تسقط سمة العبودية عنه التي رافقت سيرته عند كل الرواة و المفسرين المسلمين. و يستمر المؤلف في إلقاء الضوء حول الكثير من المواقف و الأحداث المسكوت عنها، خصوصا الصراع بين الهاشميين و باقي الفرقاء، الأمر الذي فرض على الرسول محمد الصمت في آخر أيامه، و أصبح معه رجلا عاديا في أعين البعض
source https://qrtopa.com/book/14142
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق