حين أقرأ القصيدة لا أهتمُّ بأن تكون عمودية أو على نظمِ التفعيلة أو نثرية، المهمُّ عندي أن تكون شِعرًا اقتربت من جوهرِ الشٍّعر واصطدمت بجذوةٍ من نارهِ المُتألِّقة، وفي زمن التجريب وظهور مدارس فنيَّة متنوِّعة في كتابةِ القصيدة اختار الشَّاعر محمود قحطان طريقهُ الأحدث إلى كتابةِ مُحاولاتهِ الأولى التي تُبشِّر بشاعر مستقبلي ينضّمُ إلى موكبِ شُعراء قصيدة النثر بإيقاعها الصوتي الهادئ وإيحائِها النفسي العميق، وموكب الشِّعر الموزون مرَّةً بأناقةِ الروَّاد ومرَّةً بطريقه الحداثي. ويُمكن لقارئ ديوان قحطان أن يتجوَّل في بستان حبيبتهِ التي تفتحهُ لكلِّ قارئٍ يُريد التجوَّل في عددٍ من القصائد المُميَّزة، ليجد كل صور العشَّاقِ مُعلَّقة على جدرانهِ، فقد أراد الشّاعر محمود قحطان ـ وبكلِّ وضوح ـ من قارئهِ أن يفتحَ قلبهُ وبستانه الشّعري أيضًا، أسوةً بحبيبتهِ ليضعنا وجهًا لوجهٍ مع الواقع الاجتماعي العاطفي بكلِّ تفاصيلهِ، ويعترف -صراحةً- بكلِّ ما اقترفهُ من أخطاءٍ بحقِّ الآخرين، وفي الوقتِ نفسه أن يملكَ الجرأة على أن يُعاتبَ الآخرين على ما اقترفوه من أخطاءٍ بحقِّنا.ديوان (حبيبتي تفتحُ بستانها) مُحاولة مُكاشفة واضحة، حاول الشَّاعر فيها النُّطق بلسانِ مُعظم الحالات العاطفيّة التي يُمكن أن نمرَّ فيها ـنحنُ- وليس قحطان وحده، فلا يُمكن لهذه المجموعة الشِّعرية أن تكونَ حديثًا عن تجربةٍ شخصيةٍ لإنسان واحد، ولا يُمكن لإنسان أن يكون قد مرَّ على كلِّ هذه النِّساء في حياتنا القصيرة، فهي مُحاولةٌ منه لأن يصوِّر لنا مُعظم الحالات التي يُمكن أن يمرَّ بها كل عاشق، نجح أو فشل في حبِّهِ.دكتور/ عبد العزيز المقالح.
source https://qrtopa.com/book/14137
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق