"اضرب واهرب" هذا هو المبدأ الذي باتت تقوم عليه ركائز مجتمعنا الحاضر، الفاقد للجذور العائلية المتينة والمكتفي بالعلاقات السطحية والعابرة. لكنه في الوقت عينه لا يستطيع إخفاء افتقاره إلى شيء ما هو العلاقة الحميمة الخاصة. إن تلك الحميمة لا يمكن اختصارها في الناحية الجسدية، مع أن الجنس هو حتماً أحد مفاتيحها. لكن الأهم في تلك العلاقة هو الرغبة في التعبير عن مشاعر دفينة ومرهفة، تحتاج بطبيعة الحال إلى طرف آخر يوليها العناية التي تستحق. إن رغبة المجازفة في إقامة علاقة حميمو يجب أن تبنى على قوة داخلية متينة بحيث لو بقي الآخر منغلقاً على نفسه أو خان تلك الثقة التي منحها، فإنك لن تعاني أضراراً دائمة. العلاقة إذاً هي لغز من الألغاز. وبما أنها تنشأ بين شخصين فهي تختلف باختلافهما، وبالتالي فهي ليست معادلة ثابتة. وكلما التقى شخصان، ولد عالم جديد. لذلك، فإن هذا الالتقاء هو ظاهرة جديدة تأتي إلى الوجود فيتغير من خلالها الشخصان ويتحولان. يصطحبنا "أوشو" في هذا الكتاب خطوة فخطوة، عارضاً مخاطر العلاقة الحميمة، دون أن ينسى معالجة هذه المخاوف، ويشدد على تجاوزها، والذهاب إلى ما وراءها تنمية لذاتنا ودعماً لانفتاحنا وثقتنا.
source https://qrtopa.com/book/14081
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق