جيمس جويس: روائي إيرلندي مؤلف رواية "عوليس" الضخمة العظيمة 1922 التي غيّرت جمالية من جمالية الفن الروائي، وأحدثت ثورة في الكتابة السردية، ورافقها إلى الآن صدى أدبي وأخلاقي لا زال يتردد في الكتابات النقدية. ومسرجيته (ستيفن "د" منفيون) هي مسرحيته الوحيدة المعروفة، وقد كتبها سنة 1914 قبل روياته (عوليس)، خلال مرحلة عانى فيها كثيرا في نشر مؤلفاته، وغالبا ما كان يتهم من الناشرين إما بالبذاءة أو الخيانة أو الكفر. وهي حسب المخرج هيو ليينارد إعداد لكتابين من كتب جيمس جويس "صورة الفنان في شبابه" و"ستيفن بطلا". وكلاهما سيرة ذاتية جدا، تغطي نفس المنطقة وتصور نفس الوجوه والأشخاص، بل نفس الحوادث أحيانا، لكن رغم ذلك فالكتابان مختلفان تماما اختلاف الطباشير عن الجبن؛ فرواية "الصورة" سيرة ذاتية تعرض الأحداث من خلال عيني ستيفن بشكل موضوعي بأقصى درجات الانفعال، وتعدل نسب بعض الحقائق أو تحذفها بخلاف النص الثاني. وأحداث المسرحية تبدأ من نهاية "الصورة" حين يقوم "ستيفن ديدالوس" (أو "جيمس جويس" نفسه. لا فرق) بنفي نفسه اختياريا عن الإطار الاجتماعي والخلقي لإيرلندا، وإذا كانت "الصورة" قد انتهت ببطلها إلى هجرة خارج الوطن، فإن جيمس جويس في "منفيون" يصل ببطله إلى هجرة من نوع آخر، هجرة داخل الذات تزيد غربة الفنان عن واقعه وعالمه. ويرمي جويس من وراء ذلك، كأغلب التيار الحداثي في الكتابة خلال القرن الماضي، إلى إلغاء العالم الموضوعي والتقليل من أهميته، واستبداله بالعالم الذاتي للشخصيات الذي يحتل بؤرة الاهتمام، وهو ما كان محل انتقاد كتاب التيار الواقعي ومنظري النقد الاجتماعي الماركسي أمثال جورج لوكاتش.
source https://qrtopa.com/book/15069
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق