سوسنةٌ رقيقةٌ، جاءتْ تحثُّ الخُطى بقلمِها الشّاب الذي جاوزَ عُمرهُ الألفَ قرناً من البوحِ؛ لينسابَ بحبرهِ كموّالٍ من نايٍ جبليٍ حزين. وجدَّتُها في ما تكتُب: وكأنَّها أُغنية فينيقيَّة، تطيرُ بجنحيَّ فراشةٍ مُترفة. قادمة من (بليدا) الجنوب، من بينَ تينها الأزلي وزيتوناتها ذاتُ الأوراق الفضيَّة تحتَ خدر الشمس. من هناكَ أراها قد أبحرتْ بشراعٍ منسوج من ليلٍ وقصيدة؛ لتطلَّ شفافة؛ فتجلي تحجّر الوقت من على شبابيكِ الأرواح المُتعبة؛ وتمطرُ كسدومةٍ أنثويَّة فوقَ كلِّ البساتينِ المسافرة في المدى. وجدَّتُها تنحتُ روحهَا على الورقِ الأبيض بأصابعٍ من الزُمرد؛ فتبني بذلكَ مملكةً من المشاعرِ؛ مرصوفة بإتقانٍ فوقَ عيونٍ حِيكَتْ من أهدابِها كلَّ مساراتِ الليل. لقد صنعتْ من (أرجوحةٍ) و(قدرٍ)؛ نسائمَ مسافرة إلى اللامحدود؛ وكأنَّها إمرأةٌ خُلقتْ من بقايا الأرز والصفصاف.
source https://qrtopa.com/book/14173
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق