دفعتً الباب قليلاً، وتذكرت كم مر على إنتظاري خارج المنزل أثناء الليل، وعندما أيقنت أن الباب مقفل، عدت أدراجي مهتدياً بضوء القمر ونظرت عالياً إلى بيتنا، ورغم أن الوقت كان بالكاد يشير إلى منتصف الليل، خلا المكان من بصيص ضوء؛ كان الجميع يغطون في النوم، امتعضت منهم لأني توقعت أن يكونوا يقظين من أجلي وأجلها. سرت عبر العتبة والنباتات الصغيرة الشائكة في محاولة لفتح النافذتين الأماميتين ولكنهما كانتا مغلقتين بإحكام شعرت بالظلام الدامس يسود أرجاء المنزل، وقد امتنعتُ عن المناداة أو رمي حجر في ظل ذلك السكون المطبق. لكن كرهت أيضاً الإنتظار في ضوء القمر كرجل وحيد ومتطفل وممنوع من الدخول، سرت قليلاً بخطوات رشيقة، وقد ابتعد ظلي النحيل الأزرق الداكن عن المنزل، وتبعته خلسة، كما أطبق الظلام على الجانب الآخر من المنزل والمحمي بغابة كثيفة من شجيرات الدردار، وأشجار أخرى صغيرة، بحيث إستحال عليّ الوصول لأي نافذة حتى لو تركت مفتوحة، قدّرت من خلال نمو تلك النباتات المنسية كم مضى على آخر زيارة لي إلى المنطقة الشمالية في وطني.
source https://qrtopa.com/book/13958
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق