الأحد، 12 مايو 2019
ربيع قرطبة
رباط المتنبي للروائي المغربي حسن أوريد، إصدار جديد، اعتمد فيه على العهد الذي شهد حكم المسلمين لبلاد الأندلس. وقد جعل رواية ربيع قرطبة مستودعا يسائل من خلاله الكثير من القضايا السياسية التي تقرر داخل البلاط الملكي، كما أنه سلط الضوء على التقلبات التي شهدتها كراسي الحكم، إلى جانب التعايش الذي كان قائما آنئذ، ولا بد من الإشارة إلى أن الأستاذ حسن أوريد قد قدم في رواية ربيع قرطبة مجموعة من الوصايا المهمة، والتي استكنهها من العصر الذبي للحقبة الإسلامية في الأندلس. إن رواية ربيع قرطبة التي صدرت عن المركز الثقافي العربي، عمل روائي متميز، أبدع فيه حسن أوريد كعادته في باقي أعماله، فرجوعه في رباط المتنبي إلى التراث العربي الإسلامي، واختيار الحقبة الذهبية في الأندلس التي شهدت حكم الخليفة الحكم المستنصر بالله ( 915 ـ 976م)، هو اختيار موفق. حيث أن الأستاذ حسن أوريد استطاع أن يصوغ رواية رباط المتنبي في قالب سردي ممتع سمته التسلسل في سرد الأحداث والبساطة في عرضها، وقد انطلق في سرد الأحداث من حادث وفاة الخليفة المستنصر بالله، وهو على فراش الموت، يحاول أن يفرغ كل تجربته ويخرج كل ما أسره في قلبه. الخليفة المستلقي على فراش الموت يسرد لكاتبه زيري الشاكلة التي نشأ عليها، وذلك ببيت الخلاف حيث كان مشغولا بالمسؤولية الكبيرة للسلطان، وذلك بالنظر إلى ما شهدته البلاد من محاولات انقلابية في خضم حكم أبيه، إضافة إلى الاقتصاص من عدد كبير من المتمردين باسم ذلك السلطان الصغير، فضلا عن التشاحن العسكري الذي كان يبتغى من ورائه السيطرة على الأوضاع والحفاظ على أمن الدولة وهيبتها، ثم انتقل إلى الحديث عن القتال من أجل الظفر بالسلطة في صراع حامي الوطيس بين جعفر الصحفي وابن عامر خلال مرض الحَكم.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق