الاثنين، 3 سبتمبر 2018

الذين اقتربوا من الموت وعادوا

حتى الستينيات من القرن قبل الماضي كانت أوروبا تميل للمادية فقط، الصناعة في كل مكان والثورة الصناعية تعني ميكنة وآلات. تروسا صغيرة وكبيرة تدور في وقت واحد بدقة لتحقيق هدف واحد. لذلك ليس هناك مكان للكلام عن روحيات لا يعلم أحد عنها شيئاً، إضافة إلى أنه ليس هناك وقت للاهتمام بالقبور ولا بأحاسيس أصحابها الذين هم تحت الثرى. فالميت شخص أو أشخاص فقدوا وظائفهم، ولم يعودوا قادرين على ممارسة أدوارهم في ترس الحركة الذي ابتدعته الثورة الصناعية، ثورة الصناعة كانت كالقمقم الذي حبس الإنسان نفسه داخله فترة طويلة، ولم يستطع أن يخرج خلالها ليقول لنفسه شبيك لبيك.. تطلب إيه. لكنه اكتشف فجأة أن له مطالب أخرى غير البناء والتروس وزيت الماكينات والسيارات كان يريد أفكارا أخرى غير (الوقت) و(الخطة) والاختراع. لذلك بدأت أصوات الجمعيات (الروحانية) في أوربا تتعالى تدريجيا بعد الحرب العالمية الثانية. فقد اكتشف الإنسان أن العلم هو الذي أوصله لصناعة الديناميت الذي يقتل عشرات النساء والأطفال، وأن العلم هو الذي أفقد البعض الثقة بالدين. لأن العقيدة التي تسمح للأقوى بأن يقتل الأضعف ويمثل بجثته حفاظا على الإنسانية.. ليست عقيدة وليست ديناً. لذلك كان الاهتمام في البحث عن الروح والروحانيات وكان هذا الكتاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق